خطبة الجمعة في البلدان العربية

في بعض الدول العربية تَفرض الجهات الرسمية على الخطباء خطبة موحدة موضوعها:
“الصبر على قلة المال، ومحاولة تحصيل الرزق بشتى السبل، وحرمة الانتحار”.
ثم توضع لهم الآيات والأحاديث ليستدلوا بها.
لا تستغرب إذا رأيت عامة المصلين يستمعون وهم نافرون ! ليس كراهية للآيات والأحاديث معاذ الله، لكن كراهية لتوظيف الدين بهذا الشكل !
فأَولى بالخطيب أن يتكلم عن أن دين الله يأمر المسلم بأن يدافع عن ماله إذا جاء من أراد أن ينهبه، أولى به أن يتكلم عن إثم الذين يأكلون الأموال العامة بالباطل حتى ضيقوا معايش الناس وسوَّدوا نظرة الشباب لمستقبلهم وسدوا عليهم المنافذ ودفعوا بعضهم إلى اليأس والانتحار. ليس المنتحر معذوراً، لكن سارقي الأموال العامة لا يقلون عنه إثماً.
أولى بالخطيب أن يذكر قول نبينا صلى الله عليه وسلم: (إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة) (رواه البخاري). “مال الله”..نسب الله المال العام من أموال المسلمين إلى نفسه سبحانه تعظيماً لشأن هذا المال.
دين الله عزيز… حاكم لا محكوم، مُخضع لا خاضع، فكفوا عن توظيفه لمآربكم !
يا أَيُّها الرَجُلُ المُعَلِّمُ غَيرَهُ***هَلا لِنَفسِكَ كانَ ذا التَعليمُ
تَصِفُ الدَّواءَ لِذي السَّقامِ وَذي الضَّنا***كيما يَصحّ بِهِ وَأَنتَ سَقيمُ
وَتَراكَ تُصلِحُ بالرشادِ عُقولَنا****أَبَداً وَأَنتَ مِن الرَّشادِ عَديمُ
فابدأ بِنَفسِكَ فانهَها عَن غَيِّها***فَإِذا اِنتَهَت عَنهُ فأنتَ حَكيمُ
فَهُناكَ يُقبَلُ ما تَقولُ وَيَهتَدي***بِالقَولِ منك وَينفَعُ التعليمُ
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتأتيَ مِثلَهُ***عارٌ عَلَيكَ إِذا فعلتَ عَظيمُ
د. اياد القنيبي

شاهد أيضاً

الوضع في سوريا

كل ما يقوله مسترزقو اليوتيوب والشاشات عن تغييير كبير قادم لسورية، كذب، وكل من يقول أن التظاهر السلمي والحل السياسي والقرار ٢٢٤٥ سيسقط النظام، كذاب، أو على الأقل واهم وهماً كبيراً، للأسباب التالية :