قال الله تعالى:
﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾
التفسير :
” مِن لطائف الأوصاف القرآنيَّة أنَّ هذه الآية جاء فيها جعلُ يعقوب وزوجه أمِّ يوسف وأبنائه في منزلة الرِّفعة من السَّماء شمسًا وقمرًا وكواكب.
ووُصِف نبيُّنا ﷺ بما هو أكمل من ذلك؛ فجُمِع له ﷺ من الوصف ما في القمر من الكمال، وما في الشَّمس من الكمال ، فقال الله سبحانه وتعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَىٰ اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾
فالسِّراج وصفٌ للشَّمس،
والإنارة وصفٌ للقمر.
لكنْ لمَّا كانت الشَّمس سراجًا وهَّاجًا لم يُوصَف النَّبيُّ ﷺ بالوَهَج المتضمِّن للإحراق، وإنَّما أُخِذ له ﷺ وصْفُ القمر وهو الإنارة.
ولمَّا كانت الإنارة قد تضعُف أحيانًا جيء بوصف السِّراج؛ للعِلم بأنَّ هذه الإنارة لا تخبو ولا تضعُف كما تضعف إنارة القمر بالنِّسبة للشَّمس، فجُمِع للنَّبيِّ ﷺ بين الوصفين تحقيقًا لكماله ﷺ وعلوِّه على جميع الكواكب الموضوعة في السَّماء.
وقد ذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في (الجواب الصَّحيح) وتلميذه ابن القيم في (هداية الحيارى) “