“التشيّع” الإيراني في سوريا ينتقل من التلّ إلى قدسيا في ريف دمشق تقرير خاص من دمشق

“التشيّع” الإيراني في سوريا ينتقل من التلّ إلى قدسيا في ريف دمشق
ارتفع، في الآونة الأخيرة، منسوب حملات التشيّع التي تقودها جماعات محسوبة على إيران وتستهدف مناطق في محافظة ريف دمشق في سوريا. فبعد أقلّ من شهر على حملة استهدفت مدينة التلّ، شهدت مدينة قدسيا جهوداً إيرانية لوضع أسس تمكّنها من مباشرة حملة جديدة هناك.

قدسيا في مرمى التشيّع!
كان يوم الأحد 9 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري أول تاريخ يشهد دخولاً علنيّاً لرجال دين شيعة إلى مدينة قدسيا المعروفة بوجود بؤر متشددة فيها نتيجة ارتباط مجموعات منها بجماعة “الإخوان المسلمين”، ويتبع غالبية سكانها المذهب السنّي.

وبحسب مواقع سورية معارضة فإن رجال الدين، الذين دخلوا إلى قدسيا هم من الجنسية العراقية، وليس السورية، وينتمون إلى “حركة النجباء” الشيعية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوري باعتبارها من أبرز الميليشيات الموالية لإيران.

وتضمن برنامج الزائرين عقد اجتماعات مكثفة مع عدد من شيوخ ووجهاء المدينة وقادة الميليشيات المحلية، وفق ما ذكر موقع “صوت العاصمة” نقلاً عن مصادر خاصة، وأضاف الموقع أن دخول “المعمَّمين (رجال الدين الشيعة) استمرّ لثلاثة أيام، وفقاً لمصادر صوت العاصمة، عقدوا خلالها حلقات دينية في منازل، ضمّت كل حلقة عشرة أشخاص تقريباً، تركزت في حي الخياطين”.

وفي حين أفادت المصادر بأن دخول رجال الدين إلى قدسيا جاء بأوامر مباشرة من قيادة “حركة النجباء”، ضمن مشروع لنشر “التشييع” على غرار ما يجري في محافظات سورية أخرى، أكد رجال الدين الشيعة، خلال اجتماعهم مع وجهاء قدسيا أن قدومهم إلى المدينة، يأتي بهدف إعطاء دروس دينية لأتباع الطائفة، وذلك على الرغم من عدم وجود علني لأتباع الطائفة في المدينة.

الانتقال من السر إلى العلن
ويتخوف نشطاء سوريون يتابعون حركة التشيّع في مناطقهم، من أن يكون هدف الزيارة هو نقل مشروع التشيّع من سياقه السرّي الذي كان يجري ضمن المنازل وخلف أبواب مغلقة، إلى إطار علني أوسع ينتقل من خلاله إلى المساجد والأماكن العامة لا سيما وأن جهود التشيّع ترافقت مع تقديم مجموعات إيرانية مغريات مادية تحت إطار تفعيل الدور الإغاثي والخدماتي في المدينة لجذب المدنيين من أجل اللحاق بهم والانضمام إلى حلقات الدين التي تهدف إلى نشر “الفكر الشيعي” في المنطقة.

وفيما بدا كخطوة تمهيدية هدفت إلى تحضير الأرضية لبدء حملة التشيّع، شهدت مدينة قدسيا خلال العام الأخير، حركة نزوح لأشخاص عراقيين، وآخرين من المنطقة الشرقية لسوريا بصفة “نازحين” بهدف الإقامة فيها نظراً لغلاء المنازل في مناطق أخرى، وكان بعض هؤلاء له ارتباطات وعلاقات مباشرة بالميليشيات الشيعية، ولكن رغم وجودهم لم تظهر عليهم أي علامات تؤشر إلى صفة دينية، أو محاولات لنشر الفكر الشيعي، ولكن يبدو أنهم أدوا دوراً على صعيد تفعيل العلاقات العامة ونسج شبكة مصالح مع بعض وجهاء المدينة.
التشيع بدءاً من مدينة التلّ

ويأتي دخول المعممين إلى قدسيا، بعد شهرين على حملة أطلقتها “زينبيون” بهدف نشر العقيدة الشيعية في مدينة التل بريف دمشق.

وبدأت الحملة بزيارات لمجموعة من “المعمّمين” الشيعة إلى المدينة، موضحة أنهم من الجنسيتين “السورية” و”العراقية”. وذكرت مصادر سورية معارضة أن الزيارات بدأت مع مجموعات صغيرة من الأهالي، تم جمعهم في منازل ضمن المدينة، بالتنسيق مع شخصيات من أبناء التل وقاطنيها. وتوسّعت الحملة لاحقاً لتشهد المدينة عقد حلقات دينية عقائدية بما فيها حلقة عقدت في جامع التل الكبير بهدف نشر تعاليم المذهب الشيعي، وتعريف الأهالي بمبادئ العقيدة الشيعية وأحكامها.

واستغلّ القائمون على الحملة الأوضاع المعيشية الصعبة من أجل إقناع بعض شبان المدينة بالانضمام إلى ميليشيا “زينبيون” مقابل راتب شهري قدره 300 ألف ليرة سورية، بشرط عدم تكليف المنتسبين بأي مهام عسكرية.

وأدى المدعو مراد مرعي، القاطن في مدينة التل، الدور الأكبر في التمهيد لإطلاق حملات نشر التشيّع في المدينة، عبر طرح الفكرة على الأهالي وجمع مجموعات صغيرة لحضور الجلسات بالتنسيق مع القائمين على حملة “زينبيون”، وفق تقرير صادر عن موقع “صوت العاصمة”.

ومراد مرعي هو شخص “شيعي” يحمل الجنسية الفلسطينية، ويعيش في مدينة التل منذ سنوات، وله تنسيق مباشر ومتواصل مع الميليشيات الشيعية المتمركزة في بلدات جنوب دمشق.

وحاول مرعي تشكيل ميليشيا مدعومة إيرانياً في مدينة التل عام 2018، تحمل اسم “زينبيون”، إلا أنه فشل في جمع منتسبين حينها.

النهار العربي

شاهد أيضاً

الوضع في سوريا

كل ما يقوله مسترزقو اليوتيوب والشاشات عن تغييير كبير قادم لسورية، كذب، وكل من يقول أن التظاهر السلمي والحل السياسي والقرار ٢٢٤٥ سيسقط النظام، كذاب، أو على الأقل واهم وهماً كبيراً، للأسباب التالية :