مقتضى اسم الله الرحيم أنه يبسطُ يده للتائبين ليلًا ونهارًا، ويُبدِّل الحسنات بما عَظُم من السيئات، ويُضاعف الحسنات.. وكل توبة من رحمته، وكل صبر من رحمته، وكل رضا من رحمته، وكل نعمة من رحمته، وكل رزق من رحمته، وكل حب من رحمته.. والغنى والفقر والعلم والجهل والصحة والمرض والهدى والخلق من رحمته!
وكل رحمات الخلائق لا تساوي شيئًا في رحمته.. رحمتهم تفنى ورحمة الله باقية، ولو اجتمعوا على أن يمنعوها لم يستطيعوا..
فرحمة الله اسم جامعٌ لكل خير، فمن رُزق الرحمة فقد رُزق كل خير، ومن حُرم الرحمة فقد اجتمع فيه كل شر.. ومنه كانت الجنة دار الرحمة إذ فيها ما لا يتصوره عقل من الخير!
ومنه يُعلم سر اقتران اسمه الرحيم باسمه الرحمن أي واسع الرحمة.. فلا تُحد رحمته بحد، ولا تُقاس بكثرة، فرحمته تسع كل من سَأل، ونِعمَه تسع كل ما سُئل، يرحم بغير طلب، ويُغني عن كل طلب!
محمد وفيق زين العابدين