الإمام والحكيم”.. حوار الحضارات بين مفتي الخديوي وفيلسوف القيصر

عندما تصمت طبول الحرب، ويتلاشى أزيز الرصاص، لا بد أن تطرق مسامعك أصداء صوت الحكمة والسلام، قد تكون خافتة ولكنها مسموعة، أصوات تذكرك أن الأمل ما زال موجودا لتلاقي بني البشر على قيم أرفع من سفك الدماء، وأرقى من التناوش على فتات الأرض.

بينما كان العالم يحاول النهوض من تحت ركام الحرب العالمية الأولى في أوائل القرن العشرين، لاحت في سماء الشرق بوارق أمل، تمثلت في رسائل متبادلة بين رجلين يمثلان في بلديهما القمم السامقة للأخلاق والمثل العليا، وهما الإمام محمد عبده مفتي الديار المصرية، والأديب “ليو تولستوي” الروائي الروسي الشهير.

قامت الجزيرة الوثائقية بتسليط الضوء على هذه المراسلات المهمة، ووقفت على نقاط التلاقي والاختلاف بين العلمين الكبيرين، ورصدت آراء المهتمين بالحدث، وقراءات النقاد لهذه الخطابات، ثم قدمتها في مادة وثائقية ممتعة تحت عنوان: “الإمام والحكيم”، ضمن سلسلة وثائقية من خمس حلقات تحمل عنوان “جسور التواصل”.

مع نهاية القرن التاسع عشر، كان قد مضى على مصر عشرين عاما تحت الاحتلال البريطاني، وكانت الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في أسوأ أحوالها، والفقر يجثم على صدور الغالبية العظمى من الشعب المصري، والجهل يطبق على أرجاء المحروسة.

كانت المؤسسة الدينية والتعليمية الأبرز في ذلك الوقت هي الجامع الأزهر، وكان حاله هو الآخر صدى للحالة المتردية في البلاد، وفي منتصف 1899 صدر مرسوم وقعه الخديوي عباس، بتعيين الشيخ محمد عبده مفتيا للديار المصرية، وقد كان منصب الإفتاء حتى تلك اللحظة منوطا بشيخ الأزهر.

بموجب هذا المرسوم أصبح محمد عبده أول مُفتٍ مستقل للديار المصرية، وحينها ترك محمد عبده مناصب القضاء التي بدأها في مدينة بنها عام 1889 حتى أصبح مستشارا في محكمة الاستئناف، وأصبح أخيرا في موضع يسمح له بتحقيق حلمه الذي طالما راوده في تجديد الخطاب الديني بما يتطلبه مولد قرن ميلادي جديد، بكل الوعود التي يحملها من تطور للبشرية في شتى المجالات.

ضجيج الحروب الوطنية والعالمية.. فوضى القيصر الأخير

في تلك الفترة من التاريخ كانت روسيا ترزح تحت حكم القيصر الأخير “نيكولا الثاني”، وكانت الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية تعاني اضطرابا كبيرا لا يختلف كثيرا عن الحال في مصر، وكل الأوضاع تنبئ بثورة قريبة لا محالة، فالمؤسسة الدينية الأرثوذكسية تعاني مشاكلها أيضا، والجميع في روسيا الكبيرة في مرمى النيران.

كان هناك رجل واحد يحظى بالاحترام بما يشبه الإجماع، ليس في روسيا وحدها، بل في العالم أجمع، لم يكن ينتمي للكنيسة، ولكنه كان بمعنى أو بآخر ينتمي للإنسانية كلها، وهو “ليو تولستوي” الذي لم يكن فقط ذلك الروائي الكبير الذي يعدّ واحدا من أهم كتاب الرواية تاريخيا، بل كان كذلك مصلحا وداعية سلام اعتنق أفكار المقاومة السلمية، فصارت رؤاه رائجة في أرجاء الأرض، حيث بلاد كثيرة تعاني تحت وطأة الاحتلال والظلم.

قالت عنه “ناديجدا باخموتوفا”، وهي باحثة لغوية ومترجمة: بالنسبة لنا، فإن “ليو تولستوي” كاتب في غاية الأهمية، فقد عاشت كتب هذا الرجل بيننا عبر أحداث تاريخية متباينة، مثل الحرب الوطنية العظمى، والحرب العالمية الثانية، وأحداث غيرتنا وتغيرت طيلة القرن العشرين بتاريخه المعقد.

الأديب والروائي الروسي الشهير ليو تولستوي

“ليو تولستوي”.. شغف الفيلسوف الروسي بالحضارة العربية

تقول المستشرقة “آنا بليكافا” فقالت: أعرف ذلك الكاتب العظيم الذي دعا إلى أفكار الإنسانية، كالمحبة والاحترام بين الناس، ولم يكن أبدا منعزلا داخل عالمه الصغير، لكنه عاش وتنفس مشكلات العالم أجمع، لذلك فهو مفهوم بقدر كبير للبشر من الجنسيات كافة حول العالم، ولهذا أحرز “تولستوي” قبولا وفهما بين شعوب الشرق، خاصة في الدول العربية.

وهذه “إلميرا عبد الكريم علي زاده” الأستاذة بمعهد الاستشراق تصف “الحكيم” بقولها: يعد”تولستوي”من أكثر الكتّاب الذين راجت كتبهم في العالم العربي، فقد استهل طريقه إلى قلوب العرب في المقام الأول كفيلسوف وداعية أخلاقي وواعظ، مما جعله يحظى بشهرة واسعة، وقد حدث هذا في حياته، وترجمت أعماله الأدبية والوعظية إلى العربية، في وقت صاحبته في العالم العربي (نهضة تنويرية)، لذلك فإن رؤيته الفلسفية وتعاليمه الدينية صارت قريبة جدا من المجتمع العربي.

ربما كان “تولستوي” قد أولى اهتماما خاصا بالعالم العربي والإسلامي بوجه عام، ولم يكن إمضاؤه جزءا كبيرا من صباه وشبابه في كازان الإسلامية، والتحاقه بجامعتها بكلية اللغات الشرقية لدراسة التركية والعربية، هو فقط ما جعله يولي اهتماما بالحضارة العربية والإسلامية، ولكن الرجل الشغوف بالقراءة منذ الطفولة قرأ القرآن بترجمته الفرنسية، وهام عشقا بالنسخة التي قرأها مبكرا لـ”ألف ليلة وليلة”، فانتقل الشغف إلى كل ما يخص تلك البقعة من العالم.

“حكم النبي محمد” دافع فيه توليستوي عن الإسلام في مواجهة جمعيات التبشير في كازان الروسية

“أنا أحد المبهورين بالنبي محمد”.. مواجهة التبشير

تقول المستشرقة “آنا بليكافا”: أعتقد أن اهتمامه بالإسلام جاء من سياق فهمه للعالم واستيعابه لما يجري حوله من أحداث، ولا شك أن دراسته في كازان أثرت فيه، فهي مدينة ذات خصوصية؛ فهي روسية وشرقية بنفس الوقت، لذلك حين تكون في كازان ستشرع من فورك بالاهتمام بالشرق، أعتقد أن كازان بأجوائها وتاريخها الذي فاح عبقه، كان لها تأثيرها فى”تولستوي”الشاب، لهذا السبب تقدم للدراسة في كلية الاستشراق.

لا يتوقف اهتمام “تولستوي” وشغفه على الإعجاب النظري بالإسلام، ولكنه كتب كتابا بعنوان “حكم النبي محمد” دافع فيه عن الإسلام في مواجهة جمعيات التبشير في كازان التي كانت تحاول أن تلصق بالإسلام كل نقيصة.

يقول أحمد صلاح الدين، وهو كاتب ومترجم مصري: جمع “تولستوي” في كتابه “حكم النبي محمد” أحاديث الرسول من اختياراته، وأصدرها باللغة الروسية، حتى يرى الروس عظمة هذا الدين وشخصية النبي محمد، وقد خلق هذا نوعا من الاحترام الشديد لشخص “تولستوي” وفكره وفلسفته عند المسلمين.

حمل “تولستوي” تقديرا كبيرا لتعاليم النبي محمد، حيث يقول: كانت تعاليم النبي محمد رائعة في عمقها وروحانياتها، وأنا أحد المبهورين بالنبي محمد الذي اختاره الله دون غيره لتصل من خلاله رسالة الله الأخيرة، وأن يكون خاتم الأنبياء.

بسبب إطرائه على الإسلام ونبيه، اعتقد المسلمون بأن تولستوي كان مسلما

“سيفضل الجميع الديانة المحمدية”.. جدلية إسلام “تولستوي”

قرأ محمد عبده كتاب “تولستوي” في ترجمته العربية التي شاع معها إعجابه بالإسلام، ودفعه ذلك لقراءة روايات “تولستوي” الأخرى التي كانت تشع بقيم التسامح واحترام الآخر، مما جعل كثيرين في العالم الإسلامي يعتقدون أن الأديب والمفكر الإنساني قد اعتنق الإسلام.

يقول أحمد صلاح الدين: كان هنالك اهتمام من أئمة المساجد بالكلام عن “تولستوي” الذي يحترم الإسلام، لدرجة قولهم إنه اعتنق الإسلام.

وتخمن الباحثة “ناديجدا باخموتوفا” الأسباب التي قام عليها افتراض ميل “تولستوي” للإسلام بقولها: سأقتبس هذا المقطع: ليس من الغريب القول إنه بالنسبة لي -وأنا من يضع المثل العليا والتعاليم المسيحية بمعانيها الحقيقية في أرقى مرتبة على نحو نرجسي خالص- من المستحيل أن يكون عندي ثمة شك في أن الديانة المحمدية بمظاهرها الخارجية تقف عند مرتبة لا تفوق الكنيسة الأورثوذكسية.

لذا لو أتيح للإنسان خياران فقط: إما التمسك بتعاليم الكنيسة الأورثوذكسية أو الديانة المحمدية فإن أي إنسان عاقل لن يتردد في الإختيار؛ سيفضل الجميع الديانة المحمدية مع الاعتراف بعقيدة واحدة للإله الواحد ورسوله بدلا من اللاهوت المعقد والغامض؛ الثالوث والخلاص والأسرار المقدسة، العذراء والقديسين وصورهم والعبادة المركبة.

تقول “بليكافا”: الأهم أن ميراث “تولستوي” كان عابرا للأديان، لا فارق لديه بين المسيحي ولا المسلم ولا البوذي ولا الهندوسي، ولا تابع لأي عقيدة، فالجميع بالأساس يتبع الدين الذي دله عليه قلبه، دين الخير والإنسانية”.

“نظرتَ نظرة في الدين مزقت حجب التقاليد”.. رسالة من مصر

كان مشروع محمد عبده في ذلك الوقت في أوج توهجه، فمحاولة تجديد الخطاب الديني تصطدم بعوائق كبيرة من شيوخ الأزهر التقليديين، لكن عينه لم تكن تنظر فقط داخل مؤسسة الأزهر التقليدية أو حتى داخل القطر المصري فقط.

يقول أحمد صلاح الدين: شيء مهم حدث في حياة “تولستوي”، وكان نقطة تحول في علاقته بالعالم العربي والإسلامي، وهو تواصله مع الإمام محمد عبده.

لم يطرح الشيخ محمد عبده على “تولستوي” ذلك السؤال الذي يشغل الأذهان في ذلك الوقت: هل صحيح أنك اعتنقت الإسلام؟ لكنه كمفكر إسلامي كبير كان يعرف قيمة التواصل مع شخص له ثقل في المجتمع المسيحي مثل “تولستوي”.

تقول “إلميرا زاده”: في ترجمته لكتاب “حكم النبي محمد”، كشف سليم قبعين عن رسالة الإمام محمد عبده إلى “تولستوي”، فقد أرسلها في 18 إبريل/نيسان 1904، وكتب فيها: لم نحظَ بمعرفة شخصك، ولكنا لم نُحرم التعارف بروحك، سطع علينا نور من أفكارك، وأشرقت في أنفسنا شموس من آرائك، ألَّفْنَ بين نفوس العقلاء ونفسك. هداك الله إلى معرفة الفطرة التي فطر الناس عليها، ووفقك إلى الغاية التي هدى البشر إليها، فأدركت أن الإنسان جاء إلى هذا الوجود لينبت بالعلم ويتم بالعمل.

نظرتَ نظرة في الدين مزقت حجب التقاليد، ووصلتَ بها إلى حقيقة التوحيد، ورفعت صوتك تدعو الناس إلى ما هداك الله إليه، وتقدمت أمامهم بالعمل، لتحمل نفوسهم عليه، فكما كنت بقولك هاديا للعقول، كنت بعملك حاثا للعزائم والهمم، وكما كانت آراؤك ضياء يهتدي به الضالون، كان مثالك في العمل إماما يقتدي به المسترشدون.

رسالة الإمام محمد عبده لتولستوي التي نشرها سليم قبعين في ترجمته لكتاب “حكم النبي محمد”

“قد فهمت الإسلام حق الفهم في أفكارك”.. سؤال مبطن

إذا لم يكن محمد عبده متأكدا بالفعل من إسلام “تولستوي”، ولم يكن من اللياقة سؤاله بشكل مباشر، فإن الخطاب يصيب هدفه في هذه الجملة: “أنت إن لم تكن مسلما فأنت قد فهمت الإسلام حق الفهم في أفكارك وفي سلوكك أنت تتحلى بأخلاق الإسلام”. هذا ما يريد محمد عبده إيصاله لـ”تولستوي” في وقت كان الإسلام يحتاج إلى إيصال مثل تلك الرسائل، وهو يهاجَم بشراسة في سائر أنحاء العالم.

وكونُ محمد عبده شيخا أزهريا فهو لديه بحكم التربية الأزهرية مسؤولية مبدئية عن المسلمين المنتشرين في شتى بقاع الأرض، فكأنه بخطاب مثل هذا يكسب لمسلمي القوازق والتتر الذين يعيشون في قلب الإمبراطورية الروسية نصيرا قويا ومؤثرا، إن لم يكن مسلما فهو يتحلى بأخلاق الإسلام كما يؤمن الإمام، وله في ذات الوقت تأثير قوي على الأفكار الروسية في ذلك الوقت.

جاء في خاتمة الرسالة: هذا وإن نفوسنا لشيّقة إلى ما يتجدد من آثار قلمك فيما تستقبل من أيام عمرك، وإنّا نسأل الله أن يمد في حياتك، ويحفظ عليك قواك، ويفتح أبواب القلوب لفهم ما تقول، ويسوق النفوس إلى الاقتداء بك فيما تعمل. والسلام.

“أدعو إلى الدين نفسه الذي هو دينكم”.. رسالة الرد

لا يكتفي الشيخ محمد عبده في نهاية رسالته إلى “تولستوي” بالتأكيد على أهدافه السابقة مغلفة بالمدح والإعجاب، وإنما يستحث من يناديه باسم “الحكيم” على التفضل بالرد حتى يستمر التواصل، وكأنما يكسب صديقا جديدا ليكون خير عون في الحفاظ على الإسلام والمسلمين في تلك البلاد البعيدة.

يقول أحمد صلاح الدين: استقبل “تولستوي” رسالة محمد عبده بترحيب شديد، وكان يعرف مكانة الشيخ. ويبدو أن “تولستوي” قد فهم السؤال الضمني المطوي في ثنايا خطاب الإمام، فيجيب على السؤال بصراحة؛ أنه وإن كان لا ينتمي إلى نفس الإيمان فإنه من وجهة نظره ليس سوى دين واحد، هو دين الإنسانية.

ويضيف صلاح: كان محمد عبده من أشد المهتمين بالصوفية الإسلامية، و”تولستوي” بشكله ومضمون كلامه يبدو أقرب للمتصوفة، ولو كنتَ لا تعرفه فستظن أنه شيخ من مشايخ الإسلام، للحيته الطويلة، وزي الزهاد الذي يرتديه، كأنه شخصية عربية.

جاء في رد “تولستوي” على خطاب الشيخ: وإني لآمل أن لا أكون مخطئا إذ أفترض عبر ما يأتي في رسالتكم بأنني أدعو إلى الدين نفسه الذي هو دينكم، الدين الذي يقوم على الاعتراف بالله، وبشريعة الله التي هي حب القريب ومبادرة الآخر بما نريد من الآخر أن يبادرنا به.

رسالة الحكيم تولستوي في الرد على الشيخ محمد عبده

تجديد الخطاب وكسر السيطرة.. وحدة الهدف

يشرح “تولستوي” فلسفته الدينية لمحمد عبده شرحا وافيا مستفيضا، مؤكدا في ذات الوقت على وحدة الهدف التي تجمع الرجلين، كُلّا في مكانه؛ مشروع محمد عبده التنويري لتجديد الخطاب الديني في مصر والعالم العربي، بالتوازي مع مشروع “تولستوي” لكسر سيطرة الكنيسة الأرثوذكسية على العبادة المسيحية والحياة اليومية للمواطنين في روسيا وأوروبا الشرقية.

يقول “تولستوي”: وإنني لأرى أنه بمقدار ما تمتلئ الأديان بضروب الجمود الفكري، والأفكار المتبعة والأعاجيب والخرافات، بمقدار ما تفرق بين الناس، بل تؤدي إلى توليد العداوات فيما بينهم، وفي المقابل بمقدار ما تخلد الأديان إلى البساطة وبمقدار ما يصيبها النقاء تصبح أكثر قدرة على بلوغ الهدف الأسمى للإنسانية؛ وحدة الجميع.

يستجيب “تولستوي” في النهاية لرغبة الشيخ في إبقاء خطوط التواصل مفتوحة، حين ينهي خطابه بسؤال يفتح المجال لحوار مفتوح، يتبادل فيه المفكران الآراء حول قضايا كبرى، ربما تثري الفكر الإنساني لعقود، لكن القدر لم يمهل الإمام لاستكمال هذا الحوار البناء، فوافته المنية بعد فترة قصيرة من تلقيه رد “تولستوي”، ليسدل الستار على مشروع كان أحد فصوله التواصل مع أديب روسيا ومفكرها الكبير.

بعد سنوات قليلة لحق “تولستوي” بالشيخ إلى العالم الآخر، لتفقد الإنسانية واحدا من كبارها الذين حرصوا على أن يبنوا جسرا للثقافات يعمق التواصل الإنساني، ليحظى “تولستوي” برثاء من الوسط الثقافي والفكري العربي يليق بذلك المفكر الإنساني الكبير.

شاهد أيضاً

الوضع في سوريا

كل ما يقوله مسترزقو اليوتيوب والشاشات عن تغييير كبير قادم لسورية، كذب، وكل من يقول أن التظاهر السلمي والحل السياسي والقرار ٢٢٤٥ سيسقط النظام، كذاب، أو على الأقل واهم وهماً كبيراً، للأسباب التالية :