المستوى التعليمي التلاميذ

اذا اردت ان تعرف كيف سيكون مستقبل اي بلد وشعب..بعد خمسين عاما قادمة… انظر الى المستوى التعليمي للتلاميذ في مستوى اول الى سابع ابتدائي…انظر الى نوعية ومستوى المعلمين في الابتدائية. حينها ستعرف المستقبل الذي ينتظر البلاد.. وربما سوف تصاب بقهر شديد لان حتى بعد موتك بعشرات السنين ستظل البلاد في فساد ودمار عظيم.
عندما كنا في الثمانينات ندرس في الجامعات في المانيا…عرفت حينها كيف سيكون مستقبل الأمة العربية ومنها اليمن. كان الطلاب العرب… بلداء و اغبياء في الرياضيات والكيمياء والفيزياء….وهي المواد التي تقاس بها عبقرية الانسان.
لكن هذا الضعف العلمي كان ممكنا التغلب عليه جزئيا لو ان الطلاب كان لديهم حس وطني وهدف استراتيجي للدفاع عن وجودهم الانساني و الوطني و حتى الاثني …كما كان يفعل طلاب الصين وكوريا وفيتنام الذين كانوا يدرسون ليلا و نهارا … وكأنهم في ثكنات حرب..يدافعون فيها عن مستقبل بلادهم….فيما كان الطلاب العرب في الغالب يلهون في المراقص…ويبحثون عن المتعة. و كانوا لا يفكرون سوى في التخطيط لعدم العودة الى اوطانهم. و جحافل منهم صاروا مواطنين مخلصين في امريكا وكندا واستراليا. و كان هناك من عاد الى بلاد العرب ومنها بلاد البؤساء هذه واكثرهم من انصاف المتعلمين الذين تركوا العلم و وصلوا الى السلطة وصاروا مدراء او وكلاء او وزراء .. أسهموا في تأسيس مافيا السلطة خلال الثلاثين عاما الماضية. اما القلة الجيدة علميا وهي بعدد الاصابع والتي عادت لتعمل شيئا تم سحقها وأحراقها بنيران الفاسدين والفاشلين ونيران مافيا السلطة. كان واضحا ان البؤس قادم الى بلاد العرب….فالشباب كيفما يفكر هو من يصنع مستقبل بلاده…
وحين بدأت التدريس منذ ثلاثين عاما في الجامعات اليمنية رأيت طلابا لا ينشدون علما بل علامات…لا ينشدون ابداعا بل شهادات… ويقفون بقوة مع فساد الجامعات…. وغالبيتهم لا يملكون اي مقومات تعليم ابتدائي…لكن الأسوأ انهم لا يعترفون بذلك. ويتوهمون المعرفة. و الواهمون للمعرفة هم اخطر واشد دمار من انصاف المتعلمين..
لذا ستتواصل الحرائق في بلاد العرب… اذا لم يولد جيل جديد يستطيع الفداء والتصخية لينير الطريق للاجيال القادمه ويصنع مستقبلا انسانيا ابداعيا جديدا.
اما وكيف يولد جيل جديد فيجب السيطرة الفورية على التعليم ..و بشكل خاص ومحدد على التعليم الابتدائي من مستوى اول الى سابع ابتدائي..يجب تحرير التعليم من القطاع الحكومي الفاسد و منع خصخصة التعليم ومنع القطاع الخاص والحزبي من تعليم الاطفال و من التعليم الابتدائي والثانوي.

البرفسور محمد الفاطمي