‘من باع فلسطين’

عائلة سرسق ذات جذور بيزنطية. والرجل الأول من العائلة وصل لبنان عام 1740 ويدعى جبور سرسق. سكن بداية في بلدة البربارة شمالي لبنان، ثم توجه بعدها أفراد عائلته إلى بيروت واستقروا في حي السراسقة في الاشرفية. وقد اقاموا في قصور ومنازل فخمة.وقد جمعت العائلة ثروتها في القرن التاسع عشر من الزراعة، الصيرفة وثم من الصناعة فملكوا عدد من المصارف والشركات. وامتلكت أراض تمتد من تركيا وصولاً إلى مصر ومروراً بلبنان وفلسطين. هذا الثراء أفسح في المجال أمام العائلة نسج علاقات مع دول، بدءاً من السلطنة العثمانية ومروراً بسلطنة الانتداب الفرنسي ومصر وروسيا. ونتيجة للأنشطة الماليَّة الواسعة وثروة الأسرة، وصفت العائلة بإسم “روتشيلد الشرق”.

كان الكثير منهم يعيش في باريس وقد خسروا امواله في القمار. كانت تملك الكثير من الأراضي في عهد الدولة العثمانية. وقد باعت اراضي واسعة جدا لليهود فسهلت لهم اقامة كيانهم ولكن حينما جاء الانتداب ألبريطاني إلى فلسطين كانت تملك عائلة سرسق 400 ألف هكتار من الأراضي الخصبة تضم ما يقارب 77 قرية في مرج بن عامر شمال فلسطين، التي تسكنها 6452 أسر عربية. كانت تلك الاراضي تمثل ما يقارب 3% من مساحة فلسطين.

تفجير مرفأ بيروت يتسبب في مقتل ليدي ايفون سرسق عن ٩٨سنة وتنكشف اوراق وعقود البيع لاراضي فلسطين للصهاينة من عائلة سرسق اللبنانية

قصص كثيرة يُمكن أن تُروى على خلفية تفجير مرفأ بيروت في آب (أغسطس) الماضي، سواء ما يتعلق منها بأسباب الإنفجار وتبعاته، أو مآسي الضحايا، ومن تلك القصص حكاية / إيڤون كوكرين سرسق، ذات الـ 98 عاما، التي قضت جراء إصابتها في قصرها القريب من المرفأ، والذي تضرر من شدة التفجير.

قصة الليدي سرسق نشرها موقع “globs” الإسرائيلي، وهى تُلخص حجم التآمر الذي تعرضت له فلسطين منذ عقود مضت، حتى وصلنا إلى الوضع الحالي، والذي أسهمت فيه شخصيات معروفة، وأخرى خفية، ربما مارست دورا أكبر في دعم الصهيونية، من بينهم الليدي سرسق.

السيدة إيڤون كوكرين سرسق، كُشف بعد وفاتها بـ 27 يوما من تفجير مرفأ بيروت، حجم الممتلكات التي باعتها أسرتها للمستوطنين اليهود، وكان لها دور فاعل في تاريخ الحركة الصهيونية في فلسطين.

حملت السيدة سرسق 3 جنسيات، البريطانية والإيطالية واللبنانية، وتعتبر من أشهر نساء بيروت، خصوصا في مجالي الأعمال الفنية والخيرية. عاشت في نابولي وبيرو ولندن وإيرلندا وأماكن أخرى، واختارت البقاء في بيروت، حيث ركّزت جهدها مع جمعيات العناية بالتراث المعماري والمحافظة عليه.
وعلى مدى عقود، بقيت تفاصيل عن حياتها غائبة، أبرزها أنه كان لها وأسرتها دور رئيسي في تاريخ إسرائيل قبل قيام الدولة، وكان للأسرة علاقات وثيقة مع قيادة الحركة الصهيونية الأولى، وكذلك مع الرئيس الإسرائيلي الأسبق حاييم هرتزوغ.

كان ألفريد سرسق، والد الليدي كوكرين المولودة في نابولي عام 1922، ابن إحدى أكبر العائلات المالكة للعقارات في الشرق الأوسط، أما أمها دونا ماريا تيريزا سيرا دي كاسانو فمن السلالة البابوية، وأكبر العائلات الأرستقراطية في إيطاليا شمل ميراث العائلة مئات الآلاف من أفدنة الأراضي في مرج ابن عامر، والجليل الغربي ووادي الحوارث (حيفر اليوم) وحيفا ويافا. وكان من بين الأراضي المملوكة من العائلة في حيفا، تلك التي يقع عليها ضريح الباب البهائي الآن، وكذلك الشوارع الرئيسية في يافا ومئات الأفدنة حول ما يعرف الآن بشارع إيلات في تل أبيب.

بدأت الأسرة في الاستحواذ على هذه الأراضي عام 1870 حين باعت حكومة السلطة العثمانية الأراضي في فلسطين لرعايا الإمبراطورية، فاشترت عائلة سرسق ما لا يقل عن 200 ألف فدان في جميع أنحاء فلسطين، وفي عام 1891.

وبحسب الوثائق، أعدت عائلة سرسق عام 1925 قائمة طويلة من معاملات البيع، و دخل نشطاء الحركة الصهيونية في مفاوضات مع عائلة سرسق لشراء الأراضي، ومنهم يهوشوا هانكين ولورانس أوليفانت وآرثر روبين، إضافة إلى الصندوق القومي اليهودي (الكيرن كييمت) والمنظمة الصهيونية العالمية (WZO)، كما باعت العائلة مناطق مختلفة في مدينة حيفا و 2500 فدان في وادي بيت شيعان (بيسان)، ، وبُنيت مستوطنات عديدة على الأراضي التي تم شراؤها من عائلة سرسق، منها مرحفية ومزرا وتل عدشيم ونهلال وكفر يحزقيل وتل يوسف ويوكنعام ورمات يوحنان وعين حرود ونهلال..

تعامل ألفريد سرسق مع يهوشوا هانكين، الملقّب بـ”مخلّص الأراضي” والذي كان مسؤولاً عن معظم عمليات المنظمة الصهيونية العالمية في شراء الأراضي، وعقد سرسق وهانكين اجتماعات في بيروت، وقد وثّقت ابنة أخت هانيكين، تسيلا شوهام فاينبرغ، رحلة العمل التي قام بها هانيكين إلى بيروت، وكتبت فاينبرغ أنّه “على الرغم من المعارضة القوية من مكونات متطرفة وقومية في العالم العربي، وعلى الرغم من التهديدات لحياته، لا شك أنه لولا المساعدة الكبيرة التي تلقاها يهوشوا هانكين من عائلة سرسق بشتى الوسائل، بما فيها بيع الأرض لما تمكّن من الاستحواذ على المرج في ذلك الوقت”.

شاهد أيضاً

الوضع في سوريا

كل ما يقوله مسترزقو اليوتيوب والشاشات عن تغييير كبير قادم لسورية، كذب، وكل من يقول أن التظاهر السلمي والحل السياسي والقرار ٢٢٤٥ سيسقط النظام، كذاب، أو على الأقل واهم وهماً كبيراً، للأسباب التالية :