آل سعود يعترضون على إلغاء الاحتفال بيوم الغدير!!

بقلم : بلال الطيب

في العام الأول لقيام الثورة السبتمبرية المُباركة ألغى الجمهوريون رسميًا الاحتفال بيوم الغدير، وأصدر علماء اليمن بيانًا داعمًا لذلك القرار «18 ذو الحجة 1382هـ / 12 مايو 1963م»، أكدوا فيه أنَّه احتفال ما أنزل الله به من سلطان، وأنَّ الإسلام فيه عيدين لا ثالث لهما، وأنَّ الأسرة البائدة كانت تحتفل به لتضليل الناس بالدعايات المُزيفة، ومن أجل تجديد ميسم العبودية على أبناء هذا الشعب المُؤمن بربه، ونبيه، ووطنه، وبكرامة الإنسان فيه، وأنَّها – أي أسرة بيت حميد الدين – كانت تسعى من كل ذلك إلى توطيد دعائم حكمها كحق إلهي، وميراث شرعي.

وأشاد علماء اليمن في بيانهم بما للإمام علي كرم الله وجهه من فضل في الدين، وسابقة في الإسلام كأحد أعلام الصحابة الراشدين، إلا أنَّه – حد قولهم – لا يجوز أنْ تستغل مكانته الدينية في تدعيم حكم فاسد، أو حاكم ظالم، وأنَّه كرم الله وجهه من الصلابة في الدين، والصرامة في الحق بحيث لو كان حيًا لكان أول من يحمل سيفه على عاتقه، ويغمده في هامات الحكام الظالمين المُستهترين بحق الله، وحق المُسلمين حتى يبيد خضراءهم.

جاء ذلك الإلغاء الجمهوري بعد «309» عامًا من بدء الاحتفال بيوم الغدير لأول مرة في اليمن، والذي حدث تحديدًا في أواخر العام «1073هـ / 1661م»، وهي حقيقة أكدها المُؤرخ المُنصف يحيى بن الحسين – ابن أخ «المُتوكل» إسماعيل بن القاسم – في كتابه «بهجة الزمن»، وعلق عليه بـ «أنَّ من سنَّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة».

من جهته المُؤرخ المُتشيع «أبو طالب» قال عن ذلك: «والساعي فيه مولانا أحمد بن الحسن بمشاورة الإمام – يقصد إسماعيل بن القاسم – واستحسانه الرأي، وتلقيه بالإعظام، وكان ابتداء هذا الشعور بحبور، فعمَّ الشيعة بفعله السرور.. وقام بذلك للشيعة الشنار، واتقدت النواصب بسلال النار».

وكان المُؤرخ «ابن الحسين» قد اتهم قريبه يحيى بن الحسين بن «المؤيد» محمد بأنَّه أول من جاهر بسب ولعن الصحابة في اليمن، وطعن بالزيدية وأهل السنة معًا، وحذف أبوابًا من مجموع الإمام زيد بن علي، وبث النسخ الناقصة بين أيدي الناس، وقد صار لهذا المُتشيع حينها وفيما بعد أنصار كُثر، وما الحضور «الإثني عشري» في الموروث الزيدي إلا امتداد لذلك.

مُنذ ذلك التاريخ والأئمة السلاليون يحتفلون بيوم الغدير لا لغرض ديني؛ بل لهدف سياسي بحت، وقد تجلى ذلك وبوضوح خلال أيامنا العصيبة هذه، وما تصرفات الإماميين الجدد «الحوثيين» عنا ببعيد، ولم يتوقف الاحتفال بهذه المناسبة إلا أثناء التواجد التركي الثاني في اليمن، ليعاود الإمام يحيى حميد الدين بعد خروجهم ودخوله مدينة صنعاء الاحتفال بذلك اليوم «19نوفمبر 1918م»؛ بل وقاد بنفسه مواكبه إلى ضواحي العاصمة، وكان يسميه – كما أفاد عبدالرحمن الإرياني في مذكراته – بيوم صقل الخلافة!!.

وبالعودة إلى بيان علماء اليمن الداعم لإلغاء الاحتفال بهذه المناسبة السياسية، لا الدينية، فقد أصدرت الإذاعة السعودية ردًا عليه بيانًا باسم الإماميين، أوردوا فيه علماء الأزهر في السياق؛ بل وتهجموا عليهم دون مُبرر، وذلك الحشر المُستفز يرجع باعتقادي إلى التواجد المصري حينها في اليمن، والغرض منه الانتقاص من اليمنيين حكومة وشعبًا على أنَّهم تابعين لا أصحاب قرار.

الحكومة اليمنية من جهتها أصدرت بيانًا شديد اللهجة، وأكثر قوة وشمولًا «16 مايو 1963م»، جاء فيه أنَّ الأئمة أرادوا أنْ يُحولوا رسالة محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه من رسالة إنسانية لهداية الناس كافة، في ظل شريعة سماوية يستوي فيها الأبيض والأسود، إلى مبادئ سياسية، وشعارات دعائية تغلف بالهداية السامية التي تدعو إلى العدالة، والمُساواة، وتحرير الإنسان من ظلم الإنسان. إنَّهم يريدونها وسيلة لإنشاء ملك لأبنائهم، وأقربائهم، وتوطئة أكناف المسلمين لحكامهم، وولاتهم الفاسدين.

وردًا على التدخل السعودي السافر، قال البيان أنَّه طالما أنَّ السعوديين يؤمنون – كما تقول إذاعتهم – بحديث الخلافة في قريش، ويعترفون أنَّ بيت حميد الدين منهم، ولديهم الأهلية لهذه الخلافة؛ فما عليهم إلا أنْ يطالبوا سعودًا وفيصلًا بالتنازل عن العرش لأحدهم، فهم كما يزعمون أحق وأولى بالعرش من سعود وفيصل لأنَّهما ليسا من قريش!!.

شاهد أيضاً

الوضع في سوريا

كل ما يقوله مسترزقو اليوتيوب والشاشات عن تغييير كبير قادم لسورية، كذب، وكل من يقول أن التظاهر السلمي والحل السياسي والقرار ٢٢٤٥ سيسقط النظام، كذاب، أو على الأقل واهم وهماً كبيراً، للأسباب التالية :