صحافي إسرائيلي يكشف ما دار خلف كواليس اتفاق التطبيع مع البحرين وهدية كوشنر لملكها

بعد ساعات من الإعلان عن اتفاق التطبيع مع الاحتلال، اتصل مسؤول من البحرين بجارد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقال له: “نحن الدولة المطبعة التالية”.

هذا ما يؤكده محرر الشؤون السياسية الإسرائيلي البارز براك رافيد، الذي يقول إن التقدم الجوهري حصل مع زيارة كوشنر للمنامة، وبعد الحصول على ضوء أخضر من السعودية، فسارت الولايات المتحدة للضغط على البحرين كي يتم توقيع اتفاق تطبيع معها قبيل موعد الاحتفال بتوقيع اتفاق التطبيع مع الإمارات.

ويوضح رافيد في تقرير نشره موقع “والا” الإخباري الأحد، أن علاقات سرية بين البحرين وإسرائيل قائمة منذ عقدين ونيّف، لكن المرحلة الأخيرة التي أفضت للإعلان المشترك عن التطبيع وتشكيل علاقات دبلوماسية رسمية كاملة استمرت فقط 29 يوما فقط. واستنادا لمصادر إسرائيلية وبحرينية وأمريكية، يكشف براك رافيد عما حصل وراء الكواليس وقاد للإعلان عن “الاتفاق التاريخي”.

ويقول في هذا المضمار، إن مسؤولا بحرينيا كبيرا جدا بادر بعد ساعات من إعلان اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل في 13 أغسطس/ آب الماضي للاتصال هاتفيا بكوشنر وبالمبعوث الأمريكي للمنطقة آفي بيركوفيتش، وأوصل لهما رسالة مباشرة مفادها أن البحرين معنية بأن تكون الدولة العربية التالية التي تدخل دائرة التطبيع.

وأوضح رافيد أنه منذ تلك اللحظة باشرت الأطراف المعنية بمداولات ماراثونية. وشارك في الطاقم الأمريكي مستشار الأمن القومي الأمريكي أيضا روبيرت أوفيريان، والمبعوث الأمريكي للشؤون الإيرانية بريان هوك، والمسؤول عن الشرق الأوسط داخل البيت الأبيض ميغال كورياه، والسفير الأمريكي في القدس المحتلة ديفيد فريدمان، والموظف الأمريكي الكبير آدم بولد.

وخلال زيارتهما لإسرائيل، بادر كوشنر وبيركوفيتش لإطلاع وزيري الأمن والخارجية في حكومة الاحتلال بيني غانتس وغابي أشكنازي على “شق طريق” نحو التطبيع مع البحرين. ويؤكد التقرير الإسرائيلي أن كوشنر وبيركوفيتش وبقية الطاقم الأمريكي أداروا اتصالات مع ولي العهد في البحرين الأمير سلمان بن حمد، وأحد مستشاري الملك والسفير البحريني في الولايات المتحدة. ومن الجانب الإسرائيلي شارك سفير دولة الاحتلال في واشنطن رون ديرمر، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشكل شخصي.

ويتابع رافيد: “من ضمن دروس البيت الأبيض بعد الإعلان عن اتفاق التطبيع مع الإمارات ارتبط بالشؤون الإسرائيلية الداخلية”. وينقل رافيد عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله إن كوشنر وبيركوفيتش زارا إسرائيل يوم الأحد الماضي والتقيا اشكنازي وغانتس وأشركاهما في تفاصيل الاتصالات السرية مع البحرين، وأطلعاهما على قرب موعد توقيع اتفاق التطبيع معها.

هدية الملك

وبعد زيارة إسرائيل، انتقل كوشنر وبيركوفيتش وطاقمهما إلى الإمارات ومنها إلى البحرين. وفي المنامة أجريا مداولات مع القادة البحرينيين، وقبيل زيارة البحرين طلب كوشنر كتاب توراة وقدمه هدية لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الذي يحرص على علاقات طيبة مع مئات اليهود المقيمين في البحرين منذ قرون.

ويضيف براك رافيد: “دخل بيركوفيتش إلى ديوان الملك البحريني ووجده يحمل بيده كتاب التوراة وكان مهما للولايات المتحدة أن يتم إنهاء المداولات وإنجاز الاتفاق مع البحرين قبيل موعد توقيع اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات يوم الثلاثاء”.

ويكشف رافيد أن تقدما كبيرا قد شهدته هذه المداولات خلال لقاء مع ملك البحرين وولي عهده، منوها أن كوشنر وبيركوفيتش استنتجا أنه بالإمكان إنجاز ذلك، لكنهما قررا مواصلة المحادثات لعدة أيام إضافية من أجل صياغة نهائية للتفاصيل.

ويتابع: “في نهاية المطاف كانت هناك حاجة لاستكمال الاتصالات مع السعودية والتثبت من أنها تمنح الضوء الأخضر لدخول البحرين دائرة التطبيع مع إسرائيل. في الأسبوع الأخير تواصلت الاتصالات بين كوشنر وبيركوفيتش مع ولي العهد البحريني بالتوازي مع السفير الإسرائيلي في واشنطن، وكان مهما للولايات المتحدة أن ينجز الاتفاق قبيل 15 سبتمبر/ أيلول الجاري”.

ويقول براك رافيد إن الإمارات قد كسرت الجليد وقادت عملية التطبيع مع إسرائيل، لكن ينبغي التذكير بأن البحرين شاركت في عملية التطبيع مبكرا، وسبق أن استضافت مؤتمر المنامة الاقتصادي بعد الإعلان عن “صفقة القرن” في مطلع العام الجاري، ومدت يد المساعدة لترامب في السنوات الأخيرة في مجالات شتى.

وخلص رافيد للقول نقلا عن عدة مصادر إن المحادثة الهاتفية بين ترامب وملك البحرين كان ودودة ودافئة، وقد اتفقا على فتح سفارتين في البحرين وإسرائيل في نطاق اتفاق التطبيع، وتدشين رحلات جوية بين تل أبيب والمنامة اللتين تتعاونان في مجالات الصحة والأعمال والتكنولوجيا والتربية والأمن والزراعة.

لإيران ثلاث دوائر نفوذ في البحرين

وفي سياق متصل، أعرب باحث إسرائيلي عن خشيته بأن يكون الإسرائيليون في البحرين هدفا للجارة إيران، بعد الإعلان عن اتفاق سلام بين المملكة الخليجية وإسرائيل. وقال الدكتور ميخائيل باراك، الباحث البارز في المعهد الدولي لسياسة مكافحة الإرهاب في المعهد متعدد المجالات، إن “الإيرانيين يستغلون الفضاء البحري، ليُرسلوا عملاءهم الى البحرين، لتشكيل خلايا إرهابية هناك”.

وأضاف في حديث للقناة الإسرائيلية “أي 24” إنه يخشى أن يصبح الإسرائيليون في البحرين هدفاً إيرانياً، حينما يأتي التوقيت مناسب لذلك.

وتابع: “لكن يتم اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية اللازمة بين إسرائيل والبحرين للتعامل مع التهديدات، وأنا واثق من أن الأمريكيين متداخلون أيضا في هذه القضية”.

وأوضح باراك: “منذ الثورة الإسلامية، كانت هناك محاولات من قبل إيران لتقويض استقرار النظام في البحرين”، مشيرا إلى أن “للإيرانيين ثلاث دوائر نفوذ في البحرين: الأولى هي القوة الناعمة، أي دعم الجمعيات الخيرية الشيعية داخل البحرين. والثانية دعم حركات المعارضة الشيعية، والثالثة دعم خلايا إرهابية على شاكلة حزب الله في لبنان”.

كما قال باراك لصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية إن “الإيرانيين يريدون بشدة إسقاط النظام البحريني، من أجل طرد العديد من القوات الأمريكية”. معتبرا أن “الصراع في هذه الحالة سياسي وليس دينيا”.

دول عربية أخرى على الطريق؟

وتطرق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام حشد انتخابي في نيفادا ليلة السبت، إلى اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات والبحرين. وقال: “انظروا إلى ما فعلناه مع اسرائيل والامارات والبحرين، على مدار 72 عاما لم يحدث شيء، ونحن قمنا بذلك بسرعة كبيرة، ودول أخرى سوف تنضم إليهم”.

وقبل إعلانه عن اتفاق السلام بين اسرائيل والبحرين تساءل ترامب أين الحروب التي ادعى خصومه قبل دخوله البيت الأبيض أنه سيخوضها؟

وهاجم ترامب أيضا النشرات الإخبارية المركزية في الولايات المتحدة لأنها لم تتطرق على حد قوله، إلى التقرير الذي يقول إنه مرشح لجائزة نوبل للسلام. وخلال المؤتمر الانتخابي المذكور هاجم ترامب خصومه من الحزب الديمقراطي، ووصف المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن بأنه “مثير للشفقة”

شاهد أيضاً

الوضع في سوريا

كل ما يقوله مسترزقو اليوتيوب والشاشات عن تغييير كبير قادم لسورية، كذب، وكل من يقول أن التظاهر السلمي والحل السياسي والقرار ٢٢٤٥ سيسقط النظام، كذاب، أو على الأقل واهم وهماً كبيراً، للأسباب التالية :