مستوطنون يحرقون مسجدا في الضفة الغربية.. ودعوات فلسطينية لـ “شد الرحال” يوم عرفة

بعد أيام شهدت عدة هجمات نفذها مستوطنون في الضفة الغربية، انتقلت هذه الاعتداءات لتطال دور العبادة، حيث أحرق مستوطنون متطرفون مسجدا في محافظة رام الله والبيرة، في ظل دعوات لبدء هجمات واقتحامات واسعة النطاق للمسجد الأقصى تبدأ الثلاثاء وتنهي يوم 30 من الشهر الجاري، في وقت شنت فيه قوات الاحتلال حملات دهم لعدة مناطق بالضفة تخللها اعتقال عدد من المواطنين.

واعتدى مستوطنون متطرفون، فجر الاثنين، على مسجد “البر والإحسان” في مدينة البيرة، التابعة لمحافظة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، وقالت مصادر محلية، إن مستوطنين أضرموا النار في المسجد، قبل أن يلوذوا بالفرار، حيث تسبب الحريق في دمار وحراب طال مرافق المسجد الداخلية.

وقام المستوطنون أيضا بخط “شعارات عنصرية”، على جدران المسجد، وتمكن أهالي المنطقة من إخماد الحريق والسيطرة عليه قبل امتداده الى باقي مرافق المسجد الذي افتتح عام 2016، وترجح مصادر محلية أن يكون الاعتداء على المسجد قد انطلق من مستوطنة “بسغوت” القريبة من المنطقة والمقامة على أراضي المواطنين في مدينتي رام الله والبيرة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يحرق مستوطنون فيها مساجد في الضفة، حيث سجلت العديد من هذه الاعتداءات، دون تدخل سلطات الاحتلال، ولاقت العملية ادانات فلسطينية واسعة، وقال رئيس الوزراء محمد اشتية، إن ما حصل يعد “فعلاً إجراميا وعنصريا”، محملا دولة الاحتلال مسؤولية انفلات المستوطنين وعنفهم المتزايد.

كما أدانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، العملية، وقال وكيل الوزارة حسام أبو الرب “هذا الفعل الإجرامي والعنصري تتحمل مسؤوليته حكومة الاحتلال التي تدعم هذه الفئات الإرهابية ولا تألوا جهداً في الاعتداء على مقدسات المسلمين ومساجدهم”، وطالب المجتمع الدولي والمؤسسات ذات العلاقة بكف يد هذه الفئة المجرمة عن مقدسات المسلمين.

من جانبها، اعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، قيام مجموعة من المستوطنين بحرق أجزاء من “مسجد البر والاحسان”، وخط شعارات عنصرية على جدرانه “انتهاكاً صارخاً لحرية العبادة والمعتقد ولحرمة المقدسات”، وطالب الأمين العام للهيئة حنا عيسى، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بإلزام إسرائيل بوقف ومنع هذه الاعتداءات والانتهاكات اليومية والمتواصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

وجاء الهجوم الاستيطاني على المسجد، قبل أن تبدأ مجموعات استيطانية متطرفة، بحملة جديدة لاقتحام المسجد الأقصى، بناء على دعوات أطلقتها ما تسمى جماعة “طلاب لأجل الهيكل”، ضمن حملة لتهويد للمسجد، تحت عنوان “جبل الهيكل بأيدينا”، وتهدف الحملة لجمع أكبر عدد من المشتركين في هذه الجماعة، وجمع التبرعات المالية لدعم برامج وأفكار تهويدية للأقصى، وقد دعت الحملة لتنفيذ اقتحامات كبيرة ونوعية خلال ما يسمى بذكرى “خراب الهيكل”، وذلك من تاريخ 27 إلى يوم 30 من الشهر الجاري.

وفي هذا السياق، جعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، كل من يستطيع الوصول إلى القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، بالتحرك للوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وشدد في بيان أصدره على خطورة الدعوات التي أطلقها المستوطنون، والداعية لاقتحام المسجد الاقصى المبارك الخميس المقبل، مؤكدا أنها “تمس عقيدة المسلمين في العالم أجمع”.

وقال إن سلطات الاحتلال بتسهيلها اقتحامات المستوطنين للأقصى”تتحمل عواقب هذه الجرائم التي تسيء إلى مشاعر المسلمين في العالم كله، مطالبا أبناء شعبنا بتكثيف وجودهم وحضورهم في المسجد، الذي هو حق خالص للمسلمين، ولا يحق لسلطات الاحتلال التدخل في شؤونه”، وطالب أيضا الهيئات والمؤسسات المحلية والدولية، وعلى رأسها منظمة اليونسكو، والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع إلى حماية المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الفلسطينية.

وكان خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة، دعا المقدسيين لـ “شد الرحال” إلى المسجد الأقصى في يوم عرفة، الذي يصادف الخميس القادم، وتناول الإفطار في ساحاته والتصدي لدعوات المستوطنين باقتحامه بحجة ما يسمى بذكرى “خراب الهيكل المزعوم”، وخذر من “الخطورة الكبيرة” التي تحملها اقتحامات المستوطنين على المسجد الأقصى والتي يسعى الاحتلال من خلالها فرض واقع جديد فيه.
وأكد الشيخ صبري أن الاحتلال يحتفل بما يسمى “خراب الهيكل” وهم لا يعرفون أين هو أو مكانه إن وجد، وأضاف “لكنه ذريعة لتهويد المسجد الأقصى بحجج واهية”.

إلى ذلك فقد قامت مجموعات من المستوطنين، بتنفيذ عملية اقتحام جديدة لباحات المسجد الأقصى، حيث دخلت بحماية أمنية مشددة من “باب المغاربة”، وأجرت جولات استفزازية، قبل الخروج من “باب السلسلة”، وأفادت مصادر محلية أن عددا من المستوطنين برفقة حاخامات أدوا “طقوسا تلمودية” في باحات الأقصى,

كذلك واصلت قوات الاحتلال حملات الدهم التي طالت عدة مناطق بالضفة الغربية، ومن مدينة نابلس شمال الضفة، اعتقلت تلك القوات المواطن محمود نواف، كما داهمت دوريات إسرائيلية بلدة سبسطية شمال المدينة، التي تتواجد فيها منطقة أثرية.

كذلك اعتقلت الأسير المحرر ماهر الأخرس من بلدة سيلة الظهر التابعة لمدينة جنين شمال الضفة، كما اقتحمت بلدة الزبابدة، التابعة لجنين أيضا وحاصرت منزلا وفتشته قبل انسحابها من البلدة، علاوة عن اقتحام بلدة جبع جنوب جنين، حيث اندلعت هناك مواجهات أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الصوت بكثافة، وأصيب أمين سر حركة “فتح” في البلدة رازي غنام، برضوض، إلى جانب العشرات بحالات اختناق خلال المواجهات، كما تخلل العملية اعتقال أحد الشبان من هناك، كما شهدت بلدة عنزا، اندلاع مواجهات شعبية، تصدى خلالها المواطنون لاقتحام قوات الاحتلال.

واعتقلت مواطنين اثنين من بلدة السموع بمحافظة الخليل، جنوب الضفة الغربية، وأفادت مصادر من البلدة إن تلك القوات اعتقلت كل من عيسى محمد موسى الحوامدة، ومحمد ابراهيم محمد الحوامدة، بعد ان داهمت منزليهما.

وعلى صعيد آخر، نصبت قوات الاحتلال حواجزها العسكرية على مداخل الخليل الشمالية، ومداخل بلدات بيت امر وسعير وحلحول، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها.

وفي القدس المحتلة، داهمت قوات كبيرة من الاحتلال مخيم شعفاط، وبلدة عناتا، واعتقلت الشبان رأفت الكيالي ويعقوب القواسمي وعبد الله البكري وعلي الرشق، بعد دهم منازلهم وتفتيشهما والتخريب في محتوياتهما، كما تخلل العملية مصادرة تسجيلات كاميرات مراقبة من عدة أحياء في بلدة عناتا.

وفي سباق الحملات الاستيطانية المستمرة، أخطرت سلطات الاحتلال بوقف البناء في غرف زراعية بقرية بيرين بمسافر يطا جنوب الخليل، وقال منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان شرق يطا وجنوب الخليل راتب الجبور، إن تلك القوات داهمت القرية وأخطرت المواطنين يوسف الحنجوري، وجعفر القاضي، بوقف البناء بغرف زراعية.

كما استولت قوات الاحتلال، على معدات وآليات، أثناء عملها بتأهيل وتعبيد أحد شوارع قرية عصيرة القبلية جنوب نابلس، وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، إن تلك القوات اقتحمت الجهة الشمالية من القرية، واحتجزت عددا من العاملين والمشرفين على مشروع تأهيل وتعبيد أحد شوارعها، واستولت على المعدات.

كما هدمت جرافات الاحتلال صباح الاثنين، جداراً على الشارع الالتفافي في منطقة زيف بيطا جنوب الخليل، وأفادت مصادر محلية، أن جرافة للاحتلال هدمت الجدار الذي يعود للمواطن صبحي حوشية بحجة البناء دون ترخيص.

وفي غزة، نفذت قوات الاحتلال عملية توغل برية على الحدود الشرقية لجنوب القطاع، وذكرت مصادر محلية أن عدد من جرافات الاحتلال قامت بأعمال تمشيط وتجريف على الحدود الشرقية لمدينة رفح، بحماية من آليات عسكرية، حيث حال التوغل دون قدرة مزارعي المنطقة من الوصول إلى حقولهم، خشية على حياتهم، بسبب تعمد الاحتلال إطلاق النار بين الحين والآخر خلال التوغل.

شاهد أيضاً

الوضع في سوريا

كل ما يقوله مسترزقو اليوتيوب والشاشات عن تغييير كبير قادم لسورية، كذب، وكل من يقول أن التظاهر السلمي والحل السياسي والقرار ٢٢٤٥ سيسقط النظام، كذاب، أو على الأقل واهم وهماً كبيراً، للأسباب التالية :