قدر الله و حكمته

الدكتور مصطفى محمود و هو طالب بكلية الطب كان يعشق التشريح لدرجة أنه اشترى نصف جثة و وضعها بالفورمالين تحت سريره..!!
و الفورمالين مادة (حفظ) لها رائحة نفاذة قد تؤدي إلى تلف الرئتين إن تم استنشاقها لفترة طويلة..
و هو كشاب يافع لم يكن مدرك لخطورة هذه المادة..
بل جذبه شغفه.. لدرجة لم ينتبه لذلك إلا بعد عدة سنوات عندما اكتشف أن رئتيه تم إتلافها تلفا كاملا..

لهذا تم عزله بغرفة صغيرة لعلاجه..
لا يستطيع الحراك منها و لا الذهاب للجامعة لمدة ثلاث سنوات كاملة..
في هذه الفترة تخرج أصحابه من كلية الطب و هو لا يزال مريضا بغرفته الصغيرة لا يستطيع التحرك..
فكان يظن أنه يمر بأسوأ سنوات عمره
و كان يعتقد أنه إنسان منحوس.

لم يكن يستطيع فعل أي شيء في هذه العزلة التااامة إلا القراءة..
حيث ختم في هذه السنوات كل كتب الأدب و الفلسفة و التاريخ العلمي..

ثم بعد انتهاء محنته (كما كان يظنها) عاد لإكمال دراسته بكليه الطب..
عندها فقط اكتشف أن هذه السنوات الثلاث هي التي صنعت مصطفى محمود الكاتب الشهير و المؤلف العظيم و الباحث في علوم الأديان..
و لولا المرض الطويل و المعاناة الشديدة لكان طبيبا عاديا مثل آلاف الأطباء الذين سبقوه.

لهذا قال قولته الشهيرة الحكيمة..
قال إن الله هو الذي يعرف كيف يربي كل شخص و يظهر أفضل ما عنده..
و أن البذرة تحتاج أن تدفن تحت التراب حتى تنمو ..
و أن كل شيء أتى لحكمة سنعرفها لاحقا ..
و ان الدنيا عبارة على رواية متعددة الفصول عليك الا تشاهد فصلا أو فصلين منها فقط و تبدأ بإصدار الأحكام ..
.بل عليك ان تنتظر إلى النهاية لتعلم الحكمة ..

شاهد أيضاً

الوضع في سوريا

كل ما يقوله مسترزقو اليوتيوب والشاشات عن تغييير كبير قادم لسورية، كذب، وكل من يقول أن التظاهر السلمي والحل السياسي والقرار ٢٢٤٥ سيسقط النظام، كذاب، أو على الأقل واهم وهماً كبيراً، للأسباب التالية :