لوفيغارو: اكتساح الخضر للانتخابات قلب المشهد السياسي بفرنسا رأسا على عقب

قد يقال إنه اقتراع غريب نُظم في نهاية حملة انتخابية غريبة وفي سياق صحي غير مألوف، ربما لفت الانتباه عن التحديات البلدية الحقيقية؛ غير أن الانتخابات البلدية الأخيرة بفرنسا -رغم ما شهدته من عزوف كبير للناخبين عن التصويت- أكدت أن “ظاهرة الخضر” أصبحت حقيقة ماثلة، بل وقلبت المشهد السياسي الفرنسي رأسا على عقب.

بتلك المقدمة بدأت صحيفة لوفيغارو الفرنسية افتتاحيتها، التي خرجت باستنتاج أوسع نطاقا يقول إن ما حدث يدل على أن قضية البيئة الآن في صميم الضمير السياسي للبلدان المتقدمة.

وعدد كاتب الافتتاحية ألكسيس بريزي أسماء بعض المدن الفرنسية الكبيرة التي فاز فيها حزب البيئة (الخضر) في اقتراع أمس الأحد في الدورة الثانية من الانتخابات البلدية الفرنسية، قائلا إن من أبرزها مرسيليا (ثاني أكبر مدينة بفرنسا) وليون وستراسبورغ وبوردو وبواتيه وبيزانصون وتور، وغيرها.

أما عن القراءة الأولوية في خسارة أهم الأحزاب الفرنسية التقليدية في هذا الاقتراع، فلفت الكاتب إلى أن حزب اليمين المتطرف “التجمع الوطني”، الذي كان يأمل الاستفادة من القلق والسخط السائدين في المجتمع حاليا خاب أمله، ولولا نجاحه في مدينة بربينيان لكانت محنته أشد.

أما الجمهوريون، الذين كانوا يودون أن يمثل هذا الاقتراع تتويجا لعودتهم بقوة إلى الساحة، فإنهم أصيبوا بالإحباط؛ إذ قللت الموجة الخضراء من قيمة النتائج الجيدة التي أحرزوها في المناطق الريفية والبلدات الصغيرة والمدن متوسطة الحجم.

ولكن الفشل الأكثر فظاعة -وفقا للكاتب- هو ما مُني به حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إذ بددت هذه النتائج حلم رئيس الجمهورية في تغيير اللعبة عن طريق تأصيل عائلته السياسية في قلب البلاد، وسيتعين عليه التخلي عن ذلك.

ففي خططه للتعامل مع “المرحلة الجديدة” التي من المفترض أن تنقذ ما تبقى من فترة ولايته الرئاسية الحالية، كان على ماكرون بالفعل أن يتعامل مع أزمة صحية من المرجح أن تتفاقم، والتسونامي الاقتصادي والاجتماعي، مع صعوبات سياسية من جميع الأنواع، لكنه الآن يفاجأ بضيوف “مزعجين” سيزيدون الطين بلة.

المصدر : لوفيغارو

شاهد أيضاً

300 ألف نازح من رفح وإسرائيل تواصل الغارات على جباليا

استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء السبت وفجر اليوم الأحد على مناطق سكنية شمالي قطاع غزة،