الفلسطينيون يحيون يوم «النكبة»

في ظل مخاطر غير مسبوقة احيا الفلسطينيون أمس الجمعة الذكرى السنوية 72 لـ«يوم النكبة» من دون فعاليات شعبية، في سابقة هي الأولى، وذلك بسبب التدابير المتخذة لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد.
وتم إلغاء الفعاليات الشعبية التي تجرى سنويا في ذكرى «النكبة» التي ترمز إلى إعلان تأسيس دولة إسرائيل على أراض فلسطينية عام 1948 وتهجير آلاف اللاجئين الفلسطينيين. واقتصرت فعاليات هذا العام ليوم النكبة على أنشطة رقمية على منصات التواصل الاجتماعي، كالتظاهر افتراضيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ورفع الرايات على المنازل، وإطلاق صفارة الذكرى. وجابت مركبات تحمل مكبرات صوت، شوارع مدن ومخيمات وبلدات الضفة الغربية، وبثت أناشيد وطنية.
والأربعاء، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمة بمناسبة ذكرى النكبة، «صُناع نكبتنا أرادوا أن تكون فلسطين أرضا بلا شعب لشعب بلا أرض، وراهنوا أن اسم فلسطين سيمحى من سجلات التاريخ، ومارسوا من أجل ذلك أبشع المؤامرات والضغوط والمجازر والمشاريع التصفوية، التي كان آخرها ما يسمى صفقة القرن». وتابع «كل ذلك تكسر بفضل الله، على صخرة هذا الشعب الفلسطيني العظيم».
وجدد عباس التأكيد على نية القيادة الفلسطينية إعادة النظر في كل الاتفاقات والتفاهمات مع إسرائيل والولايات المتحدة، إذا أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن ضم أي جزء من أراضي الضفة . وقال «سنكون في حلّ من كل الاتفاقات والتفاهمات معهما».
ودعا المجلس الوطني الفلسطيني برلمانات العالم للتحرك الجاد على كافة الصعد القانونية والسياسية والعمل مع حكوماتها لفرض العقوبات على حكومة إسرائيل لإنهاء احتلالها ومنعها من تنفيذ خطط الضم لأراضي الدولة الفلسطينية المحتلة.

تحذيرات من عواقب ضمّ إسرائيل لأراض بالضفة… والملك عبد الله: سيؤدي لنزاع كبير مع الأردن

في رسائل متطابقة وجهها رئيسه سليم الزعنون، لرؤساء الاتحادات البرلمانية العربية والإسلامية والافريقية والآسيوية والبرلمان العربي والبرلمان الأوروبي والاتحاد البرلماني الدولي والجمعيات البرلمانية الاوروبية والأورومتوسطية، وإلى عدد من رؤساء البرلمانات الوطنية النوعية في أوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، ذكّر المجلس الوطني بمسؤولياتهم تجاه ما يعانيه الشعب الفلسطيني بعد مرور 72 عاما على نكبته في عام 1948. وقال المجلس في رسائله، إن تنفيذ مشروع الضم الإسرائيلي الأمريكي يعتبر إلغاءً للاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل وأمريكا، وهو دليل آخر على أنهما لا تريدان السلام، وتسعيان لتصفية القضية الفلسطينية.
وذكّر البرلمانات بما حلّ بالشعب الفلسطيني منذ 72 عاما من تشريد نحو 950 ألف فلسطيني من وطنهم، بعد اقتراف جريمة التطهير العرقي بحقهم من خلال ارتكاب 250 مجزرة، وتدمير نحو 531 قرية ومدينة.
وأكد تمسكه بحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها عام 1948، وفقا للقرار 194، وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس استنادا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وقال رئيس دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية روحي فتوح، إن حكومة الاحتلال الاسرائيلي تستغل انشغال العالم في مواجهة جائحة فيروس كورونا، لفرض سيطرتها الكاملة على الأرض الفلسطينية وتعميق احتلالها.
وأضاف فتوح في رسالة أبرقها للجاليات والمؤسسات الفلسطينية في بلدان الشتات والمهجر لمناسبة الذكرى الـ72 للنكبة أن حكومة دولة الاحتلال تعمل على تنفيذ مخططاتها لضم وشطب حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في الحرية والاستقلال وتقرير المصير.
وتابع فتوح» دأبت جالياتنا في مختلف أماكن وجودها على إحياء ذكرى النكبة بوسائل وطرق مختلفة، تأكيدا على تمسك شعبنا بأهدافه وحقوقه المشروعة وفي مقدمتها حق العودة الى ارضه التي هجر منها، ما كان له الأثر الكبير على حشد المزيد من المناصرة والتضامن مع فلسطين».
وداخل أراضي 48 أقامت الحركة الإسلامية صلاة الجمعة في باحة مسجد مدينة بئر السبع المهجرّة منذ 1948ضمن مشروع «خير الذاكرة» الذي تنظمه الحركة الإسلامية في ذكرى النكبة.
ويهدف مشروع «خير الذاكرة» إلى توثيق مساجد ومقدسات فلسطين، ويدعو الأهل لزيارة المساجد والصلاة فيها والمشاركة في الحملة الرقمية التي دعت لها الحركة الإسلامية في ذكرى النكبة.
وأحيا الآلاف من الفلسطينيين في الوطن والشتات ذكرى النكبة بنشر صور ومذكرات وشهادات من بلداتهم في منتديات التواصل الاجتماعي، ضمن التصميم على توريث الرواية التاريخية والحفاظ على الحقوق والهوية الوطنية.
واعتبر مختصون ومسؤولون أن القضية الفلسطينية تتعرض في هذه الفترة لمخاطر غير مسبوقة، جراء نية إسرائيل ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد اتفق مع شريكه في الائتلاف الوزاري الجديد، زعيم حزب «أزرق أبيض» بيني غانتس، على أن تبدأ عملية الضم أول يوليو/تموز المقبل، وتشمل غور الأردن وجميع المستوطنات الإسرائيلية.
ويقول خبراء إن المساحة التي تعتزم إسرائيل ضمها تزيد عن 30 % من مساحة الضفة المحتلة.
ووصفت لجنة شعبية فلسطينية، الجمعة، نية إسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة بأنها «نكبة جديدة».
جاء ذلك في بيان لرئيس اللجنة الشعبية لمواجهة حصار غزة، جمال الخضري، في الذكرى 72 للنكبة الفلسطينية، التي توافق 15 مايو/ أيار من كل عام.
ويطلق الفلسطينيون مصطلح «النكبة» على عملية تهجيرهم من أراضيهم على أيدي «عصابات صهيونية مسلحة» عام 1948.
وقال الخضري إن «ضم الاحتلال أجزاء من الضفة بدعم أمريكي يمثل نكبة جديدة لشعب يتعرض لأبشع انتهاك لحقوقه منذ 72 عاما».
من جهته حذر العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، إسرائيل بشدة من عواقب ضم محتمل لمناطق فلسطينية. وقال الملك عبد الله في تصريحات لمجلة «دير شبيغل» الألمانية، نُشرت أمس الجمعة: «إذا ضمت إسرائيل فعلا غور الأردن في تموز/يوليو المقبل، سيؤدي هذا إلى نزاع كبير مع المملكة الأردنية الهاشمية».
وأضاف متسائلا: «ماذا سيحدث عندما تنهار السلطة الوطنية الفلسطينية؟ سيكون هناك المزيد من الفوضى والتطرف في المنطقة».
وذكر العاهل الأردني أنه لا يريد إثارة أجواء الخلاف، وقال: «لكننا نضع كافة الخيارات في الاعتبار. نحن متفقون مع الكثير من الدول في أوروبا والمجتمع الدولي على أنه لا ينبغي تطبيق قانون الأقوى في الشرق الأوسط».

شاهد أيضاً

مجازر جديدة بمخيمي النصيرات وجباليا والاحتلال يقر بمقتل جنديين في رفح

أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 42 فلسطينيا وإصابة العشرات بجراح متفاوتة في مجزرة إسرائيلية جديدة بمخيم النصيرات (وسط) وجباليا (شمال) قطاع غزة، في المقابل أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل جنديين وإصابة 3 بينهم ضابط بمعارك في رفح (جنوب) مؤكدا أنه يخوض قتالا عنيفا بجباليا.