بعد وفاة الطفلة إنعام منذ 15 عاما.. صدور أول قانون لتجريم ختان الإناث بالسودان

في منتصف عام 2005، لقيت الطفلة إنعام عبد الوهاب، ذات الأربع سنوات، حتفها في مستشفى بحري بشمال الخرطوم نتيجة نزيف حاد بسبب الختان، الأمر الذي أثار ردود أفعال واسعة مستهجنة ومطالبة بتجريم الختان.

وبعد مرور 15 عاما، حظرت الحكومة السودانية الانتقالية، منذ أيام قليلة، ما أسمته بممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، في خطوة أشادت بها المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، واعتبرتها انتصارا كبيرا لدعاة حقوق المرأة في بلد تنتشر فيه هذه الممارسة الخطيرة.

ففي الوقت الذي خضعت فيه مسبقا 200 مليون فتاة وسيدة على قيد الحياة للختان في 31 دولة، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وهناك 68 مليون فتاة لا يزلن في خطر بحلول عام 2030، تعرضت 88% من الفتيات والنساء في السودان، اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاما، لشكل من أشكال ختان الإناث، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

الحبس والغرامة
واعتبارا من وقت صدور القانون، فإن أي شخص في السودان يتورط في عملية تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، سيواجه عقوبة محتملة بالسجن لمدة ثلاث سنوات وغرامة بموجب تعديل المادة 141 من القانون الجنائي السوداني والذي وافقت عليه الحكومة الانتقالية في البلاد الأسبوع الماضي، والتي وصلت إلى السلطة العام الماضي بعد الإطاحة بنظام عمر البشير.

وعلى الرغم من إشادة اليونيسيف بتلك الخطوة، شددت المنظمة الدولية على أن التخلي عن هذه الممارسة لا يقتصر على الإصلاح القانوني فقط، بل يتطلب بذل المزيد من الجهود لزيادة الوعي بين المجموعات المختلفة، بما فيها القابلات ومقدمو الخدمات الصحية والآباء والأمهات والشباب.
القانون وحده لا يكفي
في مصر، الدولة المجاورة للسودان، تم حظر ختان الإناث في عام 2008، وتم تعديل القانون في عام 2016 لتجريم الأطباء والآباء الذين يرتكبون تلك الممارسة، مع عقوبات بالسجن تصل إلى سبع سنوات لمن قام بختان الأنثى دون مبرر طبي، وتغليظ العقوبة بالسجن المشدد إذا أدى إلى عاهة مستديمة، أو إذا أفضى الفعل إلى الموت.

ورغم ذلك، يستمر ختان الإناث حتى الآن، وهو ما جعل مصر تحتل المركز الرابع عالميا والثالث على مستوى الدول العربية في انتشار تلك الممارسة، بحسب صحف مصرية.

وتكون الملاحقات القضائية نادرة للغاية، بل تحدث عند وفاة “الطفلة” الضحية، وهو ما حدث حديثا في فبراير/شباط الماضي، حيث توفيت الطفلة المصرية ندى، التي تبلغ من العمر 12 عاما، أثناء خضوعها للختان على يد أحد الأطباء بقرية الحواتكة بمحافظة أسيوط.

وتصف منظمة الصحة العالمية ختان الإناث بأنه “تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية”، وتعرفه بأنه يشمل جميع الممارسات التي تنطوي على إزالة الأعضاء التناسلية الخارجية بشكل جزئي أو تام، أو إلحاق إصابات أخرى بتلك الأعضاء بدواع لا تستهدف العلاج.
في السودان صار قطع الأعضاء التناسلية للإناث جريمة
في “عصر جديد” لحقوق المرأة

تجريم ختان الإناث و العقومة لمرتكبها بثلاث سنوات سجن و غرامة :
مشاهدة تغريدات صفـاء المنصُـورِي الأخرى
تاريخ من المقاومة
مورس الختان على طول السودان، وسقطت عشرات الضحايا، ولم تتوقف المنظمات المحلية والعالمية عن المحاولة لتغيير وعي الناس وتغيير تلك العادة، وكانت المواقف تتغير بالفعل، حيث سنت أربع ولايات (جنوب كردفان، والقضارف، وجنوب دارفور، والبحر الأحمر) من أصل 18 ولاية في السودان قوانين محلية لتجريم أو حظر تشويه الأعضاء التناسلية بدءا من عام 2008، ولكن تطبيق الإجراءات عرف نجاحا محدودا، ولم تسفر عن أي ملاحقات قضائية، بحسب منظمة “28 توو مني” (28toomany).

في العام ذاته، وبالتزامن مع تلك القوانين التي أطلقتها الولايات الأربع، أطلقت اليونيسيف حملة “سليمة” داعية المجتمع السوداني إلى تغيير المفاهيم الخاطئة، وحماية الفتيات من عملية بتر الأعضاء التناسلية.

و”سليمة” تعني الفتاة كاملة، تتمتع بالصحة جسدا وعقلا، دون أن تصاب بأذى، ودون أن تمس في الصورة التي خلقها الله تبارك وتعالى عليها، ولاقت المبادرة -التي تستخدم وسائل الإعلام لنشر رسالتها على أوسع نطاق ممكن- قبولا من عدد من أفراد المجتمع وترحيبا من الدولة حينها، إلا أن بعض الزعماء المتشددين قاوموها.

هذه المقاومة أدت إلى تعطيل إقرار تعديل قانوني عام 2016 لتجريم تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، وظل حبيس الأدراج في انتظار المصادقة عليه من قبل البرلمان، حتى أقرته الحكومة الانتقالية أخيرا.

المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية

شاهد أيضاً

مجازر جديدة بمخيمي النصيرات وجباليا والاحتلال يقر بمقتل جنديين في رفح

أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 42 فلسطينيا وإصابة العشرات بجراح متفاوتة في مجزرة إسرائيلية جديدة بمخيم النصيرات (وسط) وجباليا (شمال) قطاع غزة، في المقابل أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل جنديين وإصابة 3 بينهم ضابط بمعارك في رفح (جنوب) مؤكدا أنه يخوض قتالا عنيفا بجباليا.