النصف من شعبان… العفو و الحسنى

ليلة النصف من شعبان والعفو والمسامحة .. نعمة وفضل وحسنى من محاسن شرعنا الحنيف.

دعونا نحدد بعض المبادئ العامة و معناها: وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

فإن الفرق بين هذه الكلمات هو أن العفو يعني التجاوز عن أخطائهم، وأما الصفح فيراد به الإعراض وعدم التثريب عليهم، وأما المغفرة فيراد بها سترهم

لكن هناك تفصيلة مهمة يكثر السؤال عنها !

الشرع الحكيم لا يأمركم بذلة نفوسكم ولا بمهانة كرامتك.

الشرع الحكيم لا يطالبكم بالإبقاء على علاقات مؤذية مستنزفة، لم تر حياتكم الخير إلا يوم ابتعدتم عن أصحابها !

 

أولئك الذين آذوكم وظلموكم، تعمدا وإصرارا وترصدا، وما زالوا .. لا تجب عليكم مسامحتهم؛ إن أردتم أن تؤجل القضية لمحكمة القيامة !

 

الشرع لا يناقض الفطرة، ولا يحمل أتباعه فوق طاقتهم البشرية ..

 

إنما الشأن في العفو عمن اعتذر وطلب عفوكم .. عمن أخطأ ثم اعترف بحقكم .. هذا في العفو عنه الأجر والقربى، ولو بقيت مرارة الأذى !

 

راجين بذلك عفو الله .. كما نخطئ في حقه، ونعود معتذرين ..

 

فعاملوا إخوانكم بما تحبون أن يعاملكم الله به.

 

فرقوا بين من يستحق العفو، ولو لوجه الله فقط .. وبين من يجب البعد عنه ومفارقته، بل والاحتفاظ بحق القصاص .. بلا هوان ولا شطط.

 

والمهم في كل ذلك ألا تحبسوا قلوبكم في رغبة الانتقام .. ميزان الله عدل لا يظلم، والدنيا ليست دار استيفاء؛ الدنيا دار ابتلاء ..

 

لا تنشغلوا بعاقبة الظالمين .. قدر انشغالكم برجاء صلاح حالكم، وعوض رب العالمين.

اللهم عفوك وعافيتك .. آمين.

شاهد أيضاً

300 ألف نازح من رفح وإسرائيل تواصل الغارات على جباليا

استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء السبت وفجر اليوم الأحد على مناطق سكنية شمالي قطاع غزة،