مفوضية اللاجئين في لبنان تعرّض حياة الآلاف لخطر كورونا

تمتنع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان عن اتخاذ أي إجراءات وقائية من فيروس كورونا، ما يهدد بانتشار واسع، وخارج عن السيطرة تماماً، للفيروس القاتل، ليس بين اللاجئين – وغالبيتهم الساحقة من السوريين- وحسب، بل في كل لبنان.

احتكاك يومي.. بلا وقاية
وترفض سفيرة المفوضية العليا للاجئين في لبنان، الفرنسية ماي جيرار، اتخاذ أي تدابير وقائية لحماية موظفي المفوضية في بيروت، الذين يتعاملون بشكل مباشر وشبه يومي مع اللاجئين السوريين في لبنان، على الرغم من إعلان منظمة الصحة العالمية أن كورونا بات يصنف كـ”وباء”.

وتمنع جيرار موظفي المفوضية من ارتداء الأقنعة والقفازات، بحجة عدم إثارة الذعر، وأن لا داعي لنشر الرعب.

وفي حين يلتزم الموظفون مجبرين بعدم اتخاذ أي إجراءات احتياطية، فإنهم يرفعون الصوت مطالبين بإغلاق “مركز الاستقبال” Reception Center في مقر المفوضية في بيروت، لأنه يشكل مركزاً لتجمع مئات اللاجئين السوريين القادمين من مختلف المناطق، ما يجعلهم عرضة للإصابة بكورونا بسهولة، لا بل ونشره حين يعودون إلى المناطق والمخيمات التي أتوا منها.

إصرار على التجمع
وعلى الرغم من إجراءات الحكومات حول العالم، ومنها الحكومة اللبنانية، لتخفيف الاختلاط في الفضاءات العامة وإغلاق المدارس والجامعات والمقاهي والمطاعم والحدائق العامة، فإن جيرار تصر على حضور أكثر من 1800 – 1900 لاجئ سوري إلى “مركز الاستقبال” يوم الجمعة (13 آذار) لتسلم البطاقات البنكية الخاصة بـ 1800 – 1900 عائلة، موزعة مناصفة بين البقاع وطرابلس، باليد!

التسليم الذي كان من المفترض أن يحصل يوم الأربعاء، تأجل بعدما رفض موظفو مؤسسة مخزومي – أحد شركاء المفوضية- توزيع البطاقات من دون أقنعة وقفازات. ذلك أن جيرار أبلغتهم بوجوب نزعها قبل البدء بالتوزيع، ما أثار استغرابهم. ورفضوا المضي قدماً بتوزيع البطاقات.

يثير هذا الأداء الاستغراب، ذلك أنه بعيداً عن صحة الموظفين أنفسهم، فإن السماح بتجمع هذا العدد الهائل من اللاجئين يومياً في “مركز الاستقبال” بالمفوضية، أمر يناقض التعميمات الحكومية بالتخفيف من الاحتكاك العام، لمنع تفشي كورونا بطريقة لا يمكن التصدي لها.

مليون شخص
يبدو أن اللاجئين ما زالوا أمام الكثير من المنافي وطرق الموت، فمن نجا من القصف والمعتقل، وارتضى خيمة في لبنان، على الرغم من الوضع الصعب، بات عليه أن ينجو بحياته من فيروس كورونا.

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية نحو مليون شخص، يعيشون في أماكن متفرقة من لبنان.

يشار إلى أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبريسوس، أعلن في مؤتمر صحافي الأربعاء في جنيف، أن فيروس كورونا بات يعتبر “جائحة”، مشيراً إلى أن الأسبوعين الماضيين شهدا زيادة في عدد حالات الإصابة بالفيروس خارج الصين بـ 13ضعفاً، وزاد عدد البلدان المتضررة ثلاثة أضعاف.

وحسب أرقام المنظمة، هناك أكثر من 118 ألف حالة إصابة مؤكدة في 114 دولة، بينما فقد نحو 4200 حياتهم نتيجة للإصابة.

شاهد أيضاً

مجازر جديدة بمخيمي النصيرات وجباليا والاحتلال يقر بمقتل جنديين في رفح

أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 42 فلسطينيا وإصابة العشرات بجراح متفاوتة في مجزرة إسرائيلية جديدة بمخيم النصيرات (وسط) وجباليا (شمال) قطاع غزة، في المقابل أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل جنديين وإصابة 3 بينهم ضابط بمعارك في رفح (جنوب) مؤكدا أنه يخوض قتالا عنيفا بجباليا.