الفهم الخاطئ للقدر

بقلم د. سعد ابراهيم دويكات

لو نزلت صاعقة من السماء لم تصب مستغفراً …
من أكل سبع تمرات لم يصبه سم ولا سحر …
سنمارس حياتنا كالمعتاد ولا كورونا ولا غيره وقل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا …
اللي كاتبه ربنا بصير شو ما عملنا …
وعبارات أخرى من نفس الطراز !!

هذا الكلام فيه ظلم كبير للدين وتجنٍ على الشريعة وتحميل للنصوص فوق ما تحتمل
رغم أن بعضها أقوال صحابة كرام وليست كلاماً مقدساً،
والأخرى أحاديث مختلف في تفسيرها وليس مجال بيان ذلك الآن .

باختصار ..
آلاف مؤلفة من الصحابة الأجلاء قضوا نتيجة الأمراض والأوبئة وفي مقدمتهم أبو عبيدة الجراح أمين الأمة وأحد العشرة المبشرين بالجنة في طاعون عمواس
وكانوا يستغفرون أضعاف أضعاف ما نستغفر ويذكرون ويسبحون ويصلون حتى تتورم أقدامهم وليس كحالنا،
وكان التمر طعامهم اليومي وليس بالمناسبات مثلنا !!
فماذا لو أصيب بالكورونا عباد مستغفرون وحفظة قرآن وأتقياء ،
وهذا ممكن جداً، فماذا أنتم قائلون ؟!

فكفوا يرحمكم الله عن تحميل الدين أكثر ما يحتمل.
الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله هو الإجراء الصحيح وليس التهاون وتخدير الناس باسم الإيمان والتوكل فهذا فهم سقيم للدين و تواكل مذموم وليس توكلاً !

شاهد أيضاً

300 ألف نازح من رفح وإسرائيل تواصل الغارات على جباليا

استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء السبت وفجر اليوم الأحد على مناطق سكنية شمالي قطاع غزة،