أسعف قلمي!

بقلم الوزير السابق د. نور الدين منى

عندما يُفرض في بلدٍ (الوحيد حالياً على سطح المعمورة) تقنين كهربائي ظالم؛ وغير عادل بين جميع السوريين، الذين اختاروا البقاء في الوطن…4 ساعات قطع (العتمة والظلمة)؛ وساعتين من الكهرباء الغير مستقرة والمتقطعة .. يحرم المواطن عندما تغيب الكهرباء من الساعة الرابعة بعد الظهر وحتى الساعة الثامنة بتوقيت دمشق المحلي ..يحرم الإنسان من حقوقه كإنسان وكذلك التلاميذ والطلبة ..وأشياء كثيرة. ومن ثم تزورنا الكهرباء لساعتين، وتغيب من العاشرة ليلاً وحتى الواحدة والنصف صباحاً وبتوقيت مضبوط أكثر من ساعة بيغ بين البريطانية.
ماذا تشعر عندما تسمع أحدهم يقول أن الحكومة والدولة تفرض علينا النوم كالدجاج باكراً ..؟!!
وأثناء ذلك تتعطل البطاريات أو تشح الإضاءة، وتتوسع حدقات المواطنين، وتتوقف روافع الجهد؛ إضافة لتعطل الأجهزة الكهربائية .. وعلى المواطن أن يتحمل كل شيء.

هل هناك أقبح من شعور الإنسان، بأنه عاد إلى مرحلة البداوة؛ وشظف العيش؛ والنوم القسري؛ وعند غيره من السوريين في المدن والبلدات الأخرى لا يطبق نفس التقنين!!

  • برنامج التقنين المجحِف والمبرمَج بدقّة ؛ لم يشذّْ عن القاعدة والضبط الميقاتي النفسي والبيولوجي، إلا عندما وصل انهيار الليرة السورية أمام الدولار الامريكي إلى حوالي 1000 ل.س .
    عندها تم تخفيف الحظر عن إحدى الخدمات التي تهم المواطنين. وفعلاً تحسن وضع الكهرباء ليوم واحد…. ويبدو أن هذه المنحة والهبة الكهربائية للمواطن السوري؛ أعطيت له كي لا يتحمل صفعتين أو لطمتين بآن واحد ( ارتفاع الأسعار / التقنين الكهربائي).
    ويبدو أنه؛ وحسب رأي البعض؛ خيف أن تصاب الأبقار السورية بالجنون.

-أسعف قلمي ؛ يا سيدي… يا سيدتي:
متى سيتوقف هذا الهزر والمزاح واستغباء الناس؛ والسخرية من المواطن؛ بهذه الطريقة السمجة؛ لتحسين الليرة السورية؛ من خلال الاجتماعات المكوكية والمكررة والمملة؛ للبنك المركزي مع الصرّافين ومصاصي دماء السوريين ؟!!
وإيهام الناس أن الليرة السورية ستتعافى أمام الدولار وبقية العملات!!!.
وهذا يتناقض مع كل النظريات الاقتصادية والسياسات المالية في العالم :

  • كيف يمكن لليرة السورية ( عملتنا الوطنية)، أن تواجه الدولار الأمريكي… وبنفس اليوم صرح الرئيس الامريكي ترامب:
    ” النفط السوري في أيدينا وسنفعل به ما نشاء..!!”
    وبالانكليزية:
    ( so we have the Syrian oil and we can do with the oil what we want )…

-كيف يمكن لليرة السورية أن تتعافى، ولم نسمع تصريحاً مضاداً من صديقنا الكبير الروسي حول رأيه بهذا الخصوص؟!!!
وتطلعاته.. بما يدعم الليرة السورية.. وسنبقى ننتظر!!.

  • كيف تتعافى الليرة السورية، إذا كان الغاز المخصص لتوليد الطاقة الكهربائية( وعلى لسان أحد أعضاء مجلس الشعب السوري) يذهب معظمه لصالح المستثمرين من أصدقائنا الروس؛ لمعمل السماد في حمص!!!.
  • كيف تتعافى الليرة السورية، ولم تتوقف قوافل استيراد السيارات الفارهة؛ لمسؤولي الحكومة والدولة؛ ومواكب المرافقة لكل المستويات؟!!! وهل تستهلك تلك السيارات الماء بدلا من البنزين؟!
  • كيف لليرة السورية أن تتعافى؛ بدون عجلة انتاج (زراعي/ صناعي/ تصدير ..استيراد صناعات ذات قيمة مضافة ، ترانزيت.. ومؤانئ)؟!!!.
  • كيف تتعافى الليرة السورية، والنفط معظمه بيد الأمريكي وأتباعه، والموانئ وبقية الموارد الطبيعية ليست بيد السوريين بعد ..!!
  • كيف ستتعافى الليرة السورية؛ في ظل استيراد الموز؛ وكثير من السلع الترفيهية… وفشل في تصدير حمضيات الساحل وزيت الزيتون ..!!!
  • كيف يمكن أن تتعافى الليرة السورية… وقد بدأنا نعلق الشماعة، ونكرر الاسطوانة المشروخة… بأن السبب في تدهور الليرة السورية؛ يعود للوضع في لبنان!!.
    وهنا يظهر السؤال: من ساهم في طرد الرساميل والودائع إلى لبنان؛ رغم وجود فروع لبنوك لبنانية في سورية؛
    إلا السياسات المالية الفاشلة والفساد وقلة المصداقية؛ وذلك من خلال تطبيق فرض سياسات على السوريين، ممن يملكون حسابات بالدولار أن يستلموا أموالهم بالليرة السورية؛ وحسب السعر الرسمي 434 ليرة سورية للدولار.. وهذا سياسات غريبة في عالم الاقتصاد والمال!!!.
  • كيف يمكن ان تتعافى الليرة السورية، والفساد ينتشر في جسد كل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية؛ ومعظم مفاصل الدولة؛ وبشراسة لا مثيل لها في التاريخ السوري وحتى القديم ..!!

-اليس من المعيب؛ أن ننتظر من الإمارات العربية أن تضخ الدولارات عندنا، وبالأمس كنا نقول……!!! هل نتوقع قريباً ضخ دولاري من قطر؟! أو من السعودية..؟!
حتى الصينيين… إذا أعطوا 1 دولار، سيكون في أذهانهم الحصول على عشرات الأضعاف من الشعب السوري؛ المغلوب على أمره نتيجة المأساة والحرب السورية..
وسيبقى ويستمر دور ومهمة طابور المزمرين والمطبلين بالتفسير والتأويل على شماعة المأساة السورية!!

-ما حدث من تعافي طفيف لليرة السورية في الأيام الماضية؛ ونتيجة لتدخل حكومي؛ لفرض مستويات سعر صرف قسرية؛ وبوسائل أمنية معروفة…تصنف علمياً: سياسات ترهيب مالي في الأسواق .
ولطالما لم تنخفض أسعار السلع الغذائية في السوق؛ وبشكل ملحوظ ومعنوي. أتوقع شخصياً، أن السياسات لن تأتي ثمارها، وستعود قريباً
” حليمة لعادتها القديمة” ….
وأخيراً..وليس آخرا ؛ ما لم يُحارَب الفساد بإرادة سياسية حقيقة، لن تتحسن الليرة السورية.. وستبقى تلفّ وتدور في طبق من بلور.

والله يا ناس؛ بسياسة تحسين الليرة السورية.. بتذكر كلام ستي المرحومة، التي كانت تقول :الزلّابية لا تقلى بالماء……ومهما خضيت الميّ( الماء) المي تبقى ميّ ولن تحصل على زبدة أبداً.

ملاحظة 🙁 الرجاء لا داعي لأحد، أن يذكِّرَ الكاتب بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا… والمؤامرة الكونية….من خلال التعليقات).

شاهد أيضاً

الوضع في سوريا

كل ما يقوله مسترزقو اليوتيوب والشاشات عن تغييير كبير قادم لسورية، كذب، وكل من يقول أن التظاهر السلمي والحل السياسي والقرار ٢٢٤٥ سيسقط النظام، كذاب، أو على الأقل واهم وهماً كبيراً، للأسباب التالية :