نصائح قيمة للتعامل الآمن مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب

الاضطراب الوجداني ثنائي القطب مشكلة غاية في التعقيد بسبب صعوبة اكتشافه، إذ يمكن أن تشعر بحالة مختلطة من الهوس والاكتئاب تنتابك في الوقت نفسه فتربكك وتجعلك سريع الغضب، لكنك تتعامل مع الأمر على أنه مجرد تعكر مزاج أو يوم سيئ وسيمر، وتكتفي بالقول “لا أعرف ما بي.. لا أستطيع التحكم في نفسي”، دون أن تتوقع أنك ربما تعاني من مرض “الهوس الاكتئابي” أو “الاضطراب الوجداني ثنائي القطب”، هذا المرض الذي يصعب ملاحظته أو إدراكه، مما يؤخر تشخيصه وعلاجه ويفاقم أضراره على المريض ومحيطه العائلي والاجتماعي.

فحسب دراسة أعدتها منظمة الصحة العالمية، لا يزال عدد كبير من الأشخاص المصابين باضطرابات عقلية لا يتلقون أي علاج، وتتراوح هذه النسبة في البلدان المتقدمة بين 35 و50%، وفي البلدان النامية بين 76 و85%، لذا اخترنا أن نسلط الضوء على هذا المرض الخطير الخادع في هذا التقرير.

كيف تتعرف على المرض؟
يوجد ملايين من الناس يعانون من الاضطراب الثنائي في أنحاء العالم، ثلثهم لديهم تدهور وظيفي، وتبلغ نسبته في أميركا 6%، أما في الشرق فمن 1 إلى 4%. وقد تحصل الإصابة به في أي وقت خلال أو بعد مرحلة المراهقة، لكنها تقل بعد الأربعين. ويمكننا اكتشاف المرض من هذه العلامات:

المزاج الرائع (الهيبومانيا)، حيث ترتفع درجة مزاج الشخص إلى مستوى عال من الهوس والطاقة، ويلفت الأنظار بتصرفات مبالغ فيها أو خارجة عن المألوف.

عدم القدرة على إتمام المهام، فنوبة الهوس تُدخل الشخص في دوامة الانتقال من مهمة إلى أخرى. يقول المختص بالطب النفسي في “كليفلاند كلينك” الدكتور دون مالون “قد يبدؤون مليون شيء ولا ينتهون أبدًا”.

الاكتئاب، إذ يقول مالون “يكون لديهم نفس مشكلات مرضى الاكتئاب الأحادي، ولا تصلح مضادات الاكتئاب العادية في علاجهم، فقد تقلب نوبة الاكتئاب إلى نوبة هوس”.

الهياج، إذ يدخل الشخص في نوبات هوس واكتئاب في الوقت نفسه، تجعله سريع الانفعال والهياج، ويصعب على من حوله السيطرة عليه أو إدراك سبب هياجه.

الحديث المتسارع أو “الكلام المضغوط” هو أحد أعراض نوبات الهوس، حيث يتحدث الشخص بسرعة ملحوظة ويقاطع من أمامه، ويقفز من فكرة إلى أخرى ليس لها أي علاقة بسابقتها.

مشاكل العمل، فعدم القدرة على إكمال المهام، واضطرابات النوم، والأنا المنتفخة التي تتملك الشخص أثناء نوبة الهوس، أو فقدان الطاقة والإفراط في النوم أثناء نوبة الاكتئاب، كل ذلك يدفعه للهياج في العمل.

السلوكيات المشينة، إذ يشعر الشخص بالثقة الزائدة في النفس، ولا يفكر في العواقب. يقول مالون “من أكثر أنواع السلوك شيوعًا في حالة نوبة الهوس، هو السلوك الجنسي المخجل أو غير العادي”.

مشاكل النوم، فالشخص المصاب ينام كثيرا أثناء نوبات الاكتئاب لشعوره بالتعب طوال الوقت، ولا ينام بما يكفي خلال نوبة الهوس لأنه منتش ولديه طاقة كثيرة.

هجوم الأفكار، إذ عندما يكون الشخص في نوبة الهوس لا يستطيع التحكم في أفكاره أو إبطاءها، وهذه الحالة تتزامن غالبا مع حالة “الخطاب المضغوط”.

الأسباب وعوامل الخطر
ما يزال السبب الدقيق للاضطراب الثنائي القطب مجهولا، ولكن الاختلافات البيولوجية قد تكون أحد الأسباب، فالمصابون به لديهم تغييرات عضوية في الدماغ، فضلا عن العوامل الوراثية لدى الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابون بهذا المرض. بالإضافة إلى الوراثة، فإن من عوامل الخطورة التي قد تسبب المرض، فترات الضغط النفسي الشديد، كموت شخص عزيز أو أية أحداث صادمة أخرى، كذلك الإفراط في تعاطي المخدرات أو الكحول.

كيف نتعامل مع المرض؟
التقلبات الشديدة في المزاج ومستويات الطاقة التي تأتي مع الاضطراب الثنائي القطب يمكن أن تعيق الحياة اليومية، لذا يحتاج المصاب به إلى نمط حياة يساعده في تحسين حالته يتضمن الآتي:

  • تناول الدواء، إذ قد يجعل ثلث المصابين خالين تمامًا من أعراض المرض.
  • التمرين اليومي، فالنشاط البدني المعتدل لمدة 30 دقيقة يوميا يساعد على التحكم في المزاج.
  • الطعام الصحي المتوازن، إذ تناول وجبات الطعام في أوقات منتظمة يساعد على التقليل من التوتر.
  • الحذر في السفر، فالتنقل بين الأماكن قد يؤثر على الحالة المزاجية ويربك الجدول الزمني للأدوية.
  • انتظام النوم لتفادي النوبات، لأن التغييرات في نمط النوم قد تتسبب في نوبة هوس أو اكتئاب.
  • التقليل من الكافيين والنيكوتين، فهما يحفزان النوبات ويغيران نمط النوم مما يفاقم الأعراض.

كيف نحمي أنفسنا؟
رعاية فرد العائلة المريض يمكن أن تؤدي إلى الإجهاد وفقدان الطاقة والإصابة بأعراض اكتئابية، وبالتالي لن نستطيع مساعدته دون حماية أنفسنا، من خلال التنبيهات العشرة التالية:

لا تحرق أعصابك بسبب سلوكيات المريض المستفزة فهي مرتبطة بالمرض.
حقق راحتك بدعم المريض في علاجه النفسي.
راقب التزام المريض بتعاطي الدواء كي لا تسوء حالته ويربك حياتك.
لا تتركه أثناء النوبات وساعده كي لا تتطور حالته فتسبب لك إزعاجا أسريا واجتماعيا.
كن مستعدا وخطط لأي أزمات قد يُحدثها، كي تقلل من عواقبها.
أغلق باب المحفزات التي تثيره وتنشط نوباته، كالشجار والصراخ والمشاكل الأسرية.
كن واعيًا بسلوكياتك ومشاعرك الكامنة نحوه ولا تشعره بالتجاهل أو المراقبة.
تنازل عن السيطرة لأنك لن تستطيع التحكم في سلوكياته، فلا أحد يستطيع ذلك.
خصص لنفسك وقتا للقراءة أو ممارسة الرياضة، لخلق مسافة بينك وبين الأجواء السلبية.
إذا واجهت صعوبة في التعامل مع الحالة، فلا تتردد في الاستعانة بأخصائي نفسي.
الالتزام الصارم بالعلاج ومواصلة التدرب على التأقلم وفعل أشياء إيجابية، ساعد أشخاصا كثيرين على التحكم بهذا الاضطراب وعيش حياة طبيعية.

شاهد أيضاً

300 ألف نازح من رفح وإسرائيل تواصل الغارات على جباليا

استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء السبت وفجر اليوم الأحد على مناطق سكنية شمالي قطاع غزة،