تأملات “يوم نسير الجبال”


‏”ويومَ نُسيِّرُ الجِبَال”

اذكر جيداً يوم نُسيِّر الجبال وتنتهي هذه الدنيا، واعمل الباقيات الصالحات لأننا سنُسيّر الجبال التي تراها ثابتة راسخة تتوارث الأجيال حجمها وجِرْمها، وقوتها وصلابتها، وهي باقية على حالها.

ومعنى تسيير الجبال: إزالتها عن أماكنها، كما قال في آية أخرى:
{  وَسُيِّرَتِ ٱلْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً }
[النبأ: 20]

وقال في آية أخرى
{  وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ }
[التكوير: 3]

وقال:
{  وَإِذَا ٱلْجِبَالُ نُسِفَتْ }
[المرسلات: 10] وقال:
{  يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ * وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ }
[المعارج: 8-9]

ونلحظ أن الحق سبحانه ذكر أقوى مظهر ثابت في الحياة الدنيا، وإلا ففي الأرض أشياء أخرى قوية وثابتة كالعمائر ناطحات السحاب، والشجر الكبير الضخم المعمّر وغيرها كثير. فإذا كان الحق سبحانه سينسف هذه الجبال ويُزيلها عن أماكنها، فغيرها مما على وجه الأرض زائل من باب أَوْلَى.
ف‏الذي يسيّر الجبال على ضخامتها و ثباتها يستطيع أن يُسيّر لك كل شيء، الشِفاء، السعادة، أحلامك، احتياجاتك، مُرادك، ويستجيب دُعاءك .

فلو فهمنا قيمة الحياة وأدركنا معنى الموت وما بعده. لتوقفنا عن الإساءة لبعضنا. لحاولنا أن نملأ حياتنا وحياة الآخرين بالفرح ﴿يومئذٍ يصدر الناس اشتاتاً ليروا أعمالهم﴾
حتما سيكون هناك لقاء بينك، وبين عملك فاختر أعمالاً ..
يسرك ان تلقى الله بها.

و اعلم ان السّعادة لَيست حلماً ولا وَهماً ولا بأمر مُحال. بَل هيِ تفَاؤل وحُسن ظَن بالله، وصَبر بغيِر إستعجَال.


شاهد أيضاً

300 ألف نازح من رفح وإسرائيل تواصل الغارات على جباليا

استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء السبت وفجر اليوم الأحد على مناطق سكنية شمالي قطاع غزة،