جون أفريك: قيس سعيّد.. فوق كل الخلافات

قالت مجلة ‘‘جون أفريك’’ إن الرئيس التونسي الجديد قيس سعيّد، الذي لا ينتمي لأي حزب سياسي، وبعد انتخابه بأكثر من 70 في المئة من الأصوات، سيكون عليه أن يكون متوازنا في المشهد السياسي التونسي ويفرض واقعا جديدا عليه. ومن المفترض أن يتولى قيس سعيد مهامه الرسمية يوم الأربعاء القادم، وهو تاريخ انتهاء الفترة الانتقالية للرئيس محمد الناصر، إلا إذا لجأ العديد من اللاعبين في اللحظة الأخيرة إلى تعطيل جدول زمني ضيق بالفعل.

وأضافت المجلة أن تولي سعيّد السلطة العليا في تونس يُعد أمرا غير مسبوق، مما دفع شقيقه نوفل وأحد طاقم حملته الانتخابية إلى القول: “قيس سعيد سيلعب دورا مهما في توحيد كافة الأحزاب. فهي أول مرة يكون فيها الرئيس في هذه المكانة أو الوضعية”. فاستقلالية قيس سعيد من المفترض أن تساعده أن يكون على نفس المسافة من الجميع. غير أن هذه الميزة قد تتحول إلى نقطة ضعف.

وتابعت المجلة التوضيح أن موضوعي تشكيل الحكومة وإدارة البرلمان المتشرذم الذي أفرزته الانتخابات التشريعية يشكلان أبرز التحديات السياسية في تونس في الأسابيع المقبلة. وقد بدأت المفاوضات. ورغم تقليص سلطات الرئيس على تعيين وزيري الدفاع والشؤون الخارجية ومفتي الجمهورية ورئيس البنك المركزي، إلا أن البعض يعتقد أن قيس سعيد سيكون له دور مفتاح في المشهد السياسي التونسي.

دينامية شعبية

“حتى وإن كانت الحكومة تعمل بتنسيق وثيق مع رئاسة الجمهورية، إلا أن الرئيس قيس سعيّد قد يستفيد من الزخم الشعبي الذي حمله إلى السلطة، وهو زخم تحتاجه البلاد”، كما يقول رضا إدريس، العضو في حركة النهضة التي تصدرت الانتخابات التشريعية، والتي تتولى مسؤولية تشكيل الحكومة. ويمكنها تشكيل أغلبية بالتحالف مع التشكيلات اليسارية واليمينية.

ونظرا لعدم انتمائه إلى أي حزب سياسي، فإن الذراع الوحيدة لقيس سعيد ستكون حركة النهضة، كما تنقل “جون أفريك” عن لمياء فوراتي، عضو المكتب السياسي لحزب “قلب تونس” بزعامة نبيل القروي، القوة الثانية في البرلمان.

وأشارت المجلة الفرنسية إلى أن زعيم النهضة راشد الغنوشي يعد مفاوضا محنكا. ويخشى حافظ وهو تونسي متقاعد من “العودة إلى سيناريو عام 2011 مع رئيس فخري، وسلطة في أيدي الغنوشي في واقع الأمر”، إلا إذا فشلت النهضة في تشكيل حكومة.

وفقا للدستور، فإن على النواب منح الثقة في السلطة التنفيذية الجديدة في غضون أربعة أشهر. وإلا، فإن سلطة اتخاذ القرار تعود إلى قيس سعيّد، الذي سيتعين عليه الدعوة إلى انتخابات برلمانية جديدة. وبالنسبة إلى حمادي رديسي، رئيس المرصد التونسي للانتقال الديمقراطي، فإن جميع الأحزاب لها مصلحة في أن يقارب الرئيس في وجهات النّظر: “باستثناء النهضة وقلب تونس، لن يقبل أي تشكيل سياسي آخر بالاتجاه نحو انتخابات جديدة، لأن هذه الأحزاب حصلت على مقعدها مستفيدة من تشرذم أصوات الناخبين”.

وتساءلت “جون أفريك”: هل سينجح الرئيس التونسي الجديد في هز ميزان القوى على المدى الطويل؟

ويرى الكثيرون أن قيس سعيّد سيلعب دور الوسيط.

وفي انتظار اختبار السلطة، يَعد الرئيس المنتخب “بتحسين الثقة بين الحكام والمحكومين”. وهنا أيضا، يبدو نجاحه مرهونا بمدى قدرة الأطراف السياسية على الاستماع. فعلى أرض الواقع، رفض المواطنون الطبقة السياسية المهيمنة. واختفى اليسار عمليا. وتراجعت مقاعد حزب نداء تونس بشكل كبير. وبالتالي سيحاول الجميع ركوب الموجة الأخلاقية لسعيّد.. أو تلك المناهضة له.

شاهد أيضاً

300 ألف نازح من رفح وإسرائيل تواصل الغارات على جباليا

استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء السبت وفجر اليوم الأحد على مناطق سكنية شمالي قطاع غزة،