نتائج صادمة في استطلاع : ثلثا الأتراك لا يرحبون باللاجئين السوريين

اظهرت نتائج استطلاع أجراه مركز الدراسات التركية في جامعة “قادر هاس” التركية، نتائج قد يعتبرها البعض غيرمتوقعة عن موقف الشعب التركي من النازحين السوريين، ليس على مستوى عموم الاتراك فحسب، بل على مستوى القاعدة الشعبية لجمهور حزب العدالة الحاكم ذي الجذور الإسلامية، والمعروف بتعاطفه الكبير ودعمه لاستقبال النازحين السوريين في تركيا، اذ بينت الدراسة التي أجريت على عينة من الفشخص تركي بمختلف المحافظات التركية، وعلى مدى أربعة أعوام ، انخفاض التأييد الشعبي في صفوف الاتراك عمومالاستقبال النازحين السوريين ، لتصل نسبة “رفض وجوداللاجئين السوريين” الى ٦٧٪؜ عام ٢٠١٩ بينما كانت نحو ٥٧٪؜عام ٢٠١٦، ولكن النتائج التي اعتبرها البعض صادمة تمثلت في ارتفاع نسبة الرفض لتصل الى ٥٩٪؜ من جمهور حزب العدالة والتنمية الحاكم ، بينما تجاوزت الثمانين بالمائة بين جمهورحزب المعارضة الرئيس ، الحزب الجمهوري الاتاتوركي والذي فاز مرشحه في انتخابات بلدية اسطنبول مؤخرا .
الاستطلاع الذي شمل عدة أسئلة لاستبيان رأي المواطن التركيفي عدة مواضيع تخص السياسة الخارجية التركية، بدءا من الموقف من إسرائيل وصولا للعلاقة مع روسيا ، نشرت نتائجها قبل ايام ، واعتمدت عليه صحيفة نييورك تايمز الامريكية في موضوع عن مستقبل السوريين في تركيا بتاريخ ١٨ من الشهرالحالي.
وجاءت نتائج باقي الاحزاب التركية بما يتعلق بالموقف من السياسة الخارجية متباينة حسب انتماءاتهم الحزبية والأيديولوجية، وكذلك الامر بالنسبة للموقف من النازحين السوريين، اذ كانت نسبة الرفض لوجود النازحين السوريين هي الأعلى في صفوف الاحزاب الأكثر معارضة لحزب العدالة والتنمية كالحزبالجمهوري وحزب الشعوب الكردي ، اذ رفض نحو ٧١٪؜ منجمهور حزب الشعوب الكردي ذو الميول القومية الكردية واليسارية ، رفض وجود النازحين السوريين في تركيا .
وفي سؤال آخر عن ( موقفك من السياسة التي يجب على تركيا اتخاذها من اللاجئين السوريين ) جاءت النتائج لاعلى نسبة منالاتراك بقيمة ٥٧٪؜ عام ٢٠١٩ ، بالمطالبة بوقف استقبال النازحين السوريين ، مرتفعة من ٤٧٪؜ عام ٢٠١٧.
وبغض النظر عن دقة النتائج في هذا الاستطلاع ، الا انه يعكس مزاجا عاما متململا بين الاتراك بعد سنوات من تواجد النازحين السوريين في بلادهم ، وهو ما دفع الرئيس التركي اردوغان والحكومة التركية الى الاعلان عن خطوات عملية لتقليص وجود النازحين السوريين في اسطنبول واعادة (ما يتيسر ) منهمالى منطقة آمنة شمال سوريا ، بعدما تم اعادة ٣٠٠ الف بحسب تصريحات الرئيس اردوغان .
الا ان الإجراءات التركية ليست جديدة كما يعتقد البعض، فمنذعام ٢٠١٥ تنتهج تركيا سياسة التوقف عن استقبال اي نازحينجدد، وابعاد النازحين الذين يصلون عبر طرق التهريب بعداحتجازهم، وأدت هذه السياسات لمقتل المئات من النازحين السوريين بنيران قوات حرس الحدود التركي على مدى السنوات الماضية ، واعادة الاف النازحين السوريين الذين تم اعتقالهم خلال محاولتهم الحدود، دون منحهم حق اللجوء، وبحسب تصريحات أدلت بها ادارة معبر باب الهوى الحدودي، الخاضع للمعارضة السورية، لقناة سوريا المحلية ، فأن عدد الذين تمترحيلهم من الاراضي التركية تجاوز الاربعة الاف سوري فيشهر تموز الحالي.
وتتطابق نتائج الاستطلاع مع التطورات الداخلية في تركيا بالنسبة لتزايد الاستياء من تواجد السوريين النازحين من قبل المجتمع التركي المحافظ، الذي كان مرحبا ومتعاطفا معهم بشدة في بدايات الازمة السورية ، فبينما اقتصرت حالة الرفض في اعوام ٢٠١٢ و ٢٠١٣ على شرائح معينة كالاتراك من اصلعلوي او الاكراد ، الا ان بعض الاختلافات الثقافية بدأت تؤثرعلى مزاج الاتراك الإسلاميين السنة ايضا تجاه السوريين، ممازاد من منسوب الاستياء بصفوفهم ، ففي محافظة قونيا مثلا،التي تعتبر معقلا لجمهور حزب العدالة الإسلامي الجذور ،وقعت عدة حوادث وتوترات مع النازحين السوريين على مدى الأعوام الماضية ، وصلت احداها الى مقتل شاب سوري بعد شجار مع شبان اتراك ، بسبب قيام الشاب السوري بتعذيب كلب في احدى الأحياء بقونيا ، وهو ما يعد أمرا ذو حساسية بالغة لدى الاتراك، كونهم يولون اعتناء خاصا ببعض الحيوانات كالقطط والكلاب، مدفوعين بتراث صوفي يحض على ذلك، كما يرتبط الكلب و”الذئب الأغر ” بأساطير شعبية تاريخية لدى الاقوام التركية.

شاهد أيضاً

300 ألف نازح من رفح وإسرائيل تواصل الغارات على جباليا

استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء السبت وفجر اليوم الأحد على مناطق سكنية شمالي قطاع غزة،