فقه الاختلاف

نتمنى من كل من يتبنى رأيا في مسألة علمية، أو فقهية أن يتخلى عن صفة الآبائية التي تجعله يرى المخالف له في الرأي عاقا، ولئيما، ومسيئا للأدب،
ويتحلى بالتواضع الذي يجعله يتوقع معارضة لرأيه من أحد الناس كبيرا كان، أو صغيرا، معلما، أو متعلما، عالما، أو جاهلا، ويرد عليه ردا هادئا مدللا يتعلم منه الجاهل، ويقتنع به العالم، وُيفحَم به المحاور، ويُخرَس به المجادل، مصداقا لقول الله :{ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن…}

لو كانت مخالفة التلميذ لشيخه في الرأي خروجا عن الأدب، فيكون الأئمة (مالك، والشافعي، واحمد، وأبو حنيفة) أئمة في ذلك، فقد كان أبو حنيفة تلميذا لأحمد، وأحمد تلميذا للشافعي، والشافعي تلميذا لمالك، ومالك تلميذا لنافع، وكل تلميذ قد خالف شيخه، وكان له رأيه ومذهبه الذي ذهب اليه !!

ليس معيبا على الشيخ، ولا يقل من مكانته خطأ رأيه، وصوابية رأي من هو أقل منه علما ومكانة،
فهذا عمر الخليفة يعترف بصوابية رأي امرأة عادية وخطأ رأيه أمام الجمهور في قضية المهور.

شاهد أيضاً

300 ألف نازح من رفح وإسرائيل تواصل الغارات على جباليا

استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء السبت وفجر اليوم الأحد على مناطق سكنية شمالي قطاع غزة،