الكرة أفيون الشعوب

كتبت سلمى الريس علي صفحتها في الفيس بوك ..

طول عمري أعتبر أن الكرة أفيون الشعوب، و كنت و لا زلت أعتقد أن الأموال الطائلة التي تنفق عليها كان من الأجدى بكثير لو أنها تنفق على مناحي أخرى كالتعليم أو الصحة أو غيرها.
لكن ابنتي عاشقة الكرة جرجرتني لمتابعة بطولة أفريقية. فشجعت منذ البداية (و هذا أمر يبدو لي أنه لا يحتاج إلى تفكير) الفرق العربية: المغرب طبعاً و مصر و تونس و الجزائر، ثم استقريت على الجزائر بعد أن أصبحوا الخيار العربي الوحيد.
شعرت بالأسى نحو السنغاليين بعد خسارتهم و هم جالية مهمة في الدار البيضاء و قد رأيتهم قد أعدوا العدة للفرح. هم أيضاً جيراننا و “إخوتنا”، إذ تربطهم بالمغرب علاقات تاريخية و تربطهم بنا جميعاً ما يربط مشحري ضحايا الاستعمار.
و لكن قلوب العرب التي التفت بأغلبيتها حول الجزائريين كان لها معاني في رأيي أعمق من لعبة كرة.
كان معناها أن الشعوب التي اشتغل الاستعمار وورثته و أذنابه بشكل مدروس و ممنهج لعقود لتفرقتها و تفكيكها تمد لسانها لكل خططهم الخبيثة.
كان لها معنى العطش للحظة انتصار و لو بالكرة، لحظة نتغلب فيها عن الهزيمة التي يراد لها أن تعشش في داخلنا و تقنعنا أننا لا نصلح لشيء.
كان معناها أن الشباب الجزائري، الذي يعيش مخاض ثورة، حقق النصر بالاجتهاد و التنظيم و دعم الجماهير و بلا حاجة لتشجيع سعادة الوزير الفلاني أو رعاية فخامة الرئيس العلاني.
كان لها معنى الوفاء لشعب يقف في ظهر فلسطين بلا شروط، و يعرف ما معنى أن يُروى الوطن بدماء الشهداء و يستحضر شهداءنا و شهداءهم، و يُذكّر العالم بهم في كل تظاهرة و تجمع و احتفال، فحق لهم علينا إذاً حباً بحب و دعماً بدعم.

شاهد أيضاً

الوضع في سوريا

كل ما يقوله مسترزقو اليوتيوب والشاشات عن تغييير كبير قادم لسورية، كذب، وكل من يقول أن التظاهر السلمي والحل السياسي والقرار ٢٢٤٥ سيسقط النظام، كذاب، أو على الأقل واهم وهماً كبيراً، للأسباب التالية :