كاتب يهودي: النفوذ الإسرائيلي يبلغ مداه في ألمانيا

المصدر : ميدل إيست آي

كتب عضو منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام في الشرق الأوسط” شير هيفر أن النفوذ الإسرائيلي بلغ ألمانيا لتكميم أفواه كل صوت حتى لو كان يهوديا يدعم الحملة العالمية لمقاطعة إسرائيل “بي دي أس”.

وقال هيفر -في مقاله بموقع ميدل إيست آي البريطاني- إن اليهود في ألمانيا الجديدة، الذين لا يبدون تأييدا لإسرائيل لا يستحقون حرية التعبير عن آرائهم، أو إلقاء خطابات عامة أو امتلاك متاحف تمثل ثقافتهم، أو حتى حسابات في البنوك، مشيرا إلى أن اليهود المؤيدين للرؤية الإسرائيلية هم فقط المقبولون في هذا المجتمع.

ويستشهد الكاتب بحادثتين على النفوذ الإسرائيلي في ألمانيا، الأولى إغلاق بنك الاقتصاد الاجتماعي لحسابات منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام في الشرق الأوسط” التي هو أحد أعضائها، بدعوى تأييدها للحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل “بي دي أس” التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات عليها.

ويقول هيفر إن البنك انتهك الدستور الألماني عبر تكميم منظمة يهودية تتضامن مع جماعات فلسطينية في ألمانيا، خاصة أن الأمر يتعلق بإنكار حق الفلسطينيين في مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان.

وذكر الكاتب أن مدير البنك هارالد شميتس طالب المنظمة اليهودية بالنأي بنفسها عن بي دي أس، وكشف لها أن عملاء آخرين في البنك تلقوا بلاغات كتابية في هذا الشأن، وهو ما يؤكد أن البنك اتخذ سبيل تكميم أفواه ناشطي بي دي أس في ألمانيا رغم أنه ينكر هذا الوصف.

ويرى الكاتب اليهودي أن مراقبة هذه النشاطات باتت سائدة في ألمانيا، وتسارعت عقب موافقة البرلمان الألماني على مشروع قرار يساوي بين بي دي أس ومعاداة السامية.

هدف آخر
والحادثة الثانية تمثلت في استهداف المتحف اليهودي في برلين، الذي يركز على الحياة اليهودية في ألمانيا أكثر منها في إسرائيل.

ويشير الكاتب إلى إلغاء فعالية في المتحف العام الماضي بضغط من السفارة الإسرائيلية، بدعوى أن المتحدث يدعم بي دي أس، موضحا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مارس ضغوطا على الحكومة الألمانية لوقف تمويل المتحف.

كما أن مدير المتحف بيتر شافير أُرغم على الاستقالة من منصبه بعد نشر المتحف تغريدة بشأن التماس من شخصيات يهودية مثقفة تنتقد قرار البرلمان الألماني بشأن بي دي أس.

ويقول الكاتب إن التزام السياسيين الألمان بتأييد إسرائيل كان مبعثه عقدة الذنب بشأن المحرقة اليهودية، ولكن في عام 2008، تحدثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في خطاب لها عن المسؤولية تجاه “أمن” إسرائيل، وهذا المعنى جاء واضحا في صفقات الأسلحة بين ألمانيا وإسرائيل، بما في ذلك الغواصات التي تعد في صلب صناعة الأسلحة الألمانية.

فلم يعد مفاجئا الآن -يقول الكاتب اليهودي- أن يترافق ذلك مع الدعم الألماني التلقائي لجميع أشكال السياسة الإسرائيلية، بما في ذلك رفض الاعتراف بدولة فلسطين، وهو ما يتعارض مع تصريحات المسؤولين الألمان بشأن حل الدولتين.

ويختم هيفر “من الواضح أن إسرائيل الآن تمارس ضغوطا على الحكومة الألمانية، وبنك الاقتصاد الاجتماعي، والصحف الألمانية والمعاهد الدينية للتحرك إلى مرحلة أبعد من ذلك لدعم إسرائيل والصهيونية”.

شاهد أيضاً

الوضع في سوريا

كل ما يقوله مسترزقو اليوتيوب والشاشات عن تغييير كبير قادم لسورية، كذب، وكل من يقول أن التظاهر السلمي والحل السياسي والقرار ٢٢٤٥ سيسقط النظام، كذاب، أو على الأقل واهم وهماً كبيراً، للأسباب التالية :