رجل محمد بن سلمان في بريطانيا يثير جدلا

كشف موقع “بازفيد نيوز” أن وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت تلقى تمويلا لحملته لزعامة حزب المحافظين خلفا لتيريزا ماي، من قبل المصرفي كين كوستا، الذي وصفته بالرجل الأول لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في بريطانيا.

وبحسب التقرير الذي أعده أليكس ويكام فإن المصرفي الجنوب افريقي واسمه الحقيقي كينيث جوهان كوستا، المعروف بالتزامه الديني المسيحي وتبرعاته في هذا المجال، هو الممثل الخاص في بريطانيا لخطة بن سلمان “رؤية 2030″، وهو شريك مقرب من ولي العهد السعودي، ويعد “محور” الشراكة بين المملكتين.

وأكد الكاتب على العلاقة التي تجمع بين بن سلمان وكوستا، والتي يبرزها كوستا دائماً من خلال نشره على حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي “انستغرام” و”تويتر” صوراً تجمعه مع بن سلمان في مناسبات عديدة كونه لا زال المبعوث الخاص في بريطانيا لدعم ما يسمى مشروع بن سلمان الإصلاحي الاقتصادي والسياسي، بحسب تأكيدات وزارة الخارجية البريطانية.

وشدد الكاتب على أن تبرع كوستا بمبلغ 10.000 جنيه إسترليني لحملة هانت يثير تساؤلات عدة حول سبب قبول هانت لتلك الأموال من شخص على صلة ببن سلمان، المتورط في قضية اغتيال الكاتب في “واشنطن بوست” جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خاصة بعد التقرير الأممي الصادر قبل نحو أسبوعين، والذي أكد أن هناك “أدلة موثوقة” أن بن سلمان كان وراء مقتل خاشقجي، والذي طلب بضرورة التحقيق معه.

وذكّر الكاتب بأن التقرير الأممي، والصادر في 100 صفحة، وصف عملية القتل بأنها جريمة قتل خارج إطار القانون، ومدبرة من قبل المملكة العربية السعودية التي تتحمل المسؤولية الكاملة عنها، مضيفاً أن هناك أدلة تدين بن سلمان وغيره من كبار المسؤولين في السعودية وتثبت تورطهم في عملية القتل.

وأشار “بازفيد” إلى أن حزب العمال البريطاني طالب هانت بإعادة الأموال التي استلمتها حملته من كوستا، كما أثار الحزب تساؤلات حول ما إذا كان من المناسب لوزير خارجية مازال في الخدمة أن يقبل أموالا سعودية لحملته كي يصبح رئيسا للوزراء.

ونقل عن النائب العمالي وعضو اللجنة البرلمانية المعنية بضوابط صادرات الأسلحة لويد روسيل مويل قوله “هناك أسئلة جدية يجب طرحها لو قبل وزير الخارجية المال من مصالح سعودية لتمويل حملته ليصبح رئيسا للوزراء”، مضيفاً “يجب على هانت إعادة المال مباشرة، والتعهد بألا يقبل تبرعات في المستقبل، قد تتدخل في عمله اليومي بصفته وزيرا للخارجية”.

وشدد الكاتب على تناقض مواقف وزير الخارجية جيرمي هانت، حيث جاء في حديثه أمام مجلس العموم البريطاني في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن “التفسير الرسمي السعودي لوفاة خاشقجي لم يكن ذا مصداقية”، كما عبر عن أسفه كون بعض الأشخاص المتورطين في جريمة القتل الوحشية تربطهم علاقات وثيقة بالحكومة البريطانية.

وأضاف أن هانت لطالما دافع عن حرية الصحافة ونادى بها، كتصريحاته في تغريدة رسمية له في مارس/أذار الماضي “أنه من (الصادم) تعرض الصحفيين حول العالم للقتل وهم يمارسون مهمتهم”، ومع ذلك لم تمنعه آراؤه تلك من قبول الأموال التي تم التبرع بها لحملته من قبل شركة ” كي جي كوستا أدفايزري- KJ Costa Advisory”، المملوكة لكين كوستا، حليف بن سلمان.

وأكد الكاتب على العلاقة الوثيقة بين كوستا وبن سلمان، والتي وصفها كوستا بأنها علاقة “ودية للغاية” في تصريحات له العام الماضي، متفاخراً بأنه قابله عشرات المرات.

وأضاف التقرير أنه عند زيارة بن سلمان للمملكة المتحدة في زيارة رسمية في مارس/آذار 2018، ساعده كوستا في إنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجي البريطاني السعودي، الذي استضافته ماي وابن سلمان، وتم توقيع تعهدات استثمارية بقيمة 65 مليار جنيه إسترليني، وفي نفس الوقت كان كوستا مسؤولاً عن تنظيم لقاء بين محمد بن سلمان وقادة المال والأعمال في مقر إقامة السفير السعودي، وقد وصفته “الفاينانشيال تايايمز” في ذلك الوقت بأنه “المحور الرئيسي لتلك الشراكة” مضيفة أنه “يضفي نوعاً من المرح على تلك اللقاءات بالإضافة إلى أن السعوديين يحبونه”، خاصة وهو يتبع تقاليدهم في الضيافة، حيث قالت الصحيفة ان كوستا قدم للحضور أثناء حديث بن سلمان معهم “الشاي الأخضر والقهوة العربية”.

وأكد “بازفيد نيوز” انه اتصل بكوستا للتعليق على آن، في حين أن حملة “هانت” امتنعت عن التعليق.

ويعرف كوستا بالتزامه الديني المسيحي ونشاطه الكنسي وأصدر كتابا بعنوان “الله في العمل” عن المسيحية وأماكن العمل.

شاهد أيضاً

300 ألف نازح من رفح وإسرائيل تواصل الغارات على جباليا

استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء السبت وفجر اليوم الأحد على مناطق سكنية شمالي قطاع غزة،