هجمات وقتل وتخريب.. العنف يتصاعد ضد مسلمي سريلانكا

أعلنت الحكومة السريلانكية الثلاثاء فرض حظر للتجول لليلة الثانية على التوالي، في أعقاب مقتل رجل مسلم في أعمال شغب ضد مسلمين جاءت بعد هجمات عيد الفصح الإرهابية.

واندلعت أعمال العنف في ساعة متأخرة الاثنين بعد ثلاثة أسابيع على تفجيرات انتحارية أودت بحياة 258 شخصا، وخلال أعمال العنف هذا أحرقت محلات وقام نحو ألفي شخص بتخريب مسجد، وفق شهود.

وأعلنت الشرطة فرض حظر للتجول في جميع أنحاء البلاد لليلة الثانية على التوالي، في مسعى لوقف أعمال العنف، اعتبارا من الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي.

وكان حظر التجول مطبقا طوال اليوم في الإقليم الشمالي الغربي، حيث قالت الشرطة إن رجلا مسلما يبلغ من العمر 45 عاما، قتل في ورشة النجارة التي يملكها في ساعة متأخرة الاثنين على أيدي حشد غاضب كان يحمل عدد من أفراده السيوف.

وجرت مراسم جنازة فضل الأمين الثلاثاء في مقبرة في ناتنديا وسط إجراءات أمنية مشددة. وانتشرت عناصر من الشرطة والجيش المدججين بالسلاح خلال المراسم التي شارك فيها قرابة مئة شخص.

وقالت الشرطة الثلاثاء إن 13 شخصا اعتقلوا، بينهم اميث ويراسنغه، وهو من الغالبية السنهالية البوذية الذي كان موقوفا لدوره بأعمال شغب في مارس/آذار 2018.

وفي أماكن أخرى في الإقليم الشمالي الغربي الواقع إلى شمال كولومبو، أحرقت حشود غاضبة فاق عدد أفرادها أعداد عناصر الشرطة وقوات الأمن، محلات يملكها مسلمون واعتدت على منازل وحطمت نوافذ وأثاثا ومحتويات داخل العديد من المساجد.

وفي منطقة غامباها المجاورة، أضرم رجال يقودون دراجات نارية النار بأماكن في بلدة مينوانغودا (45 كلم شمال كولومبو)، وفق ما قال عدد من الأهالي لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال صاحب متجر للسلع الإلكترونية للوكالة خلال اتصال هاتفي “بدأ رجال على متن دراجات نارية أعمال العنف. كانوا من خارج البلدة”، وأضاف “ثم قاموا بتحطيم متاجر للمسلمين وألقوا عبوات حارقة، وانضم إليهم سكان”.

الشرطة لم تفعل شيئا
وأضاف صاحب المتجر أن الشرطة وقوات الأمن كانتا على ما يبدو مرتبكة وعندما أطلق عناصرها النار في الهواء لتفريق مثيري الشغب كان العديد من المتاجر قد خرب أو نهب.

وتم تدمير مصنع معكرونة يملكه مسلم بعد أن قام مهاجمون لم تحدد هويتهم بإلقاء إطارات مشتعلة داخل المصنع ما حوله إلى رماد.

وقال مالك مصنع دياموند للمعكرونة أشرف جيفثي لوكالة الصحافة الفرنسية في اتصال هاتفي إن “الشرطة وقوات الأمن لم تفعلا شيئا لإخماد النيران. ثلاثة من عمالي المسلمين أصيبوا بجروح لدى محاولتهم الهرب من المصنع المشتعل”.

وفي الإقليم الشمالي الغربي استهدف مهاجمون بشكل منهجي مساجد ليومين، حسب ما قال علماء دين من المنطقة لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي بلدة كينياما تم تحطيم مسجدين، فيما وقف رجال الشرطة والأمن الذين كانوا أقل عددا، متفرجين.

وقال رجل الدين إم. آي.إم صديقي من بلدة بينغيريا التي فرض فيها حظر تجول إن “نحو ألفي شخص أحاطوا بمسجدنا وحطموا كل ما كان في الداخل حتى تجهيزات الحمام”.

وأظهرت تسجيلات لأعمال العنف متاجر تحترق، فيما كان مثيرو الشغب المسلحون بعصي وحجارة يجوبون الشوارع ويهاجمون متاجر لمسلمين.

وقال الناطق باسم الشرطة روان غاناسيكرا إن “قوات الأمن تساعد الشرطة التي تلقت أوامر باستخدام القوة بأقصى درجاتها لاحتواء أعمال العنف”.

سبق إصرار وترصد
وتعليقا على موجة العنف التي تستهدف المسلمين رأى المعلق السياسي فيكتور آيفان أن أعمال العنف كانت مدبرة. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن “المعارضة تشعر أن بإمكانها تحقيق مكاسب، وسط عدم الاستقرار فيما الحكومة تبدو ضعيفة” وأضاف “هناك أدلة على أن شخصيات سياسية من مستويات أدنى تقوم بالتحريض على أعمال العنف الأهلية”.

وأضاف أن المؤسسة السياسية ومنها المعارضة، فشلت في إثبات قدرتها على القيادة واستعادة الثقة، بعد هجمات 21 أبريل/نيسان الماضي التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي رسالة إلى الأمة مساء الاثنين أعلن رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينغي أن الاضطرابات تعيق التحقيق في الاعتداءات التي استهدفت ثلاث كنائس كاثوليكية وثلاثة فنادق.

بدوره، أعلن قائد الشرطة شندانا ويكراماراتني في خطاب منفصل اتخاذ إجراءات صارمة ضد مثيري الشغب، وقال إن عناصره تلقوا أوامر باستخدام أقصى درجة من القوة.

وتأتي أعمال الشغب خلال شهر رمضان، ويمثل المسلمون نحو 10% من سكان الدولة التي تدين بالبوذية في غالبيتها، فيما يمثل المسيحيون نحو 7.6% منهم.

ولا تزال حالة الطوارئ التي أعلنت بعد هجمات عيد الفصح مطبقة، ومنحت قوات الأمن صلاحيات واسعة لتوقيف مشتبه بهم.

وضم أسطورة الكريكيت السريلانكي كومار سنغاكارا صوته إلى الأصوات الداعية إلى الهدوء، وغرد على تويتر في وقت سابق “توقفوا وتنفسوا وفكروا. افتحوا عيونكم، إذا خسرنا أنفسنا وانقدنا لأعمال العنف والعنصرية والبلطجة والكراهية سنخسر بلدنا”.

شاهد أيضاً

الوضع في سوريا

كل ما يقوله مسترزقو اليوتيوب والشاشات عن تغييير كبير قادم لسورية، كذب، وكل من يقول أن التظاهر السلمي والحل السياسي والقرار ٢٢٤٥ سيسقط النظام، كذاب، أو على الأقل واهم وهماً كبيراً، للأسباب التالية :