الضيف الحبيب لا الضيف الغريب

الشيخ كمال خطيب حفظه الله

كان رمضان الإسلام يُستقبل كأنه الحبيب الغائب، يملأ المحبين الشوق للقاء حبيبهم فيستعدون له بأجمل ما يكون عليه الاستعداد والاستقبال، وكما يخلع المحبون ثيابهم العادية ويلبسون أجمل الثياب لساعة الاستقبال والفرح بالوصول، فإن المسلمين كانوا يستقبلون رمضان بتهذيب نفوسهم وخلع ما كانوا عليه من سلوكيات سلبية واستبدالها بأحسن وأجمل الأخلاق “فإن شاتمك أحد فقل إني صائم”. إنها أخلاق الصفاء والتسامح والرحمة وصلة الأرحام.

أما رمضان المسلمين اليوم وبعد إذ ابتعد كثير من المسلمين اليوم عن حقيقة الصيام ورسالته فقد اقترن اسم رمضان بالبذخ والترف واللهو والسمر والتنافس في صناعة أنواع الطعام والشراب والحلوى، حتى أن أحدهم قال معقبًا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن”، فقال إن رمضان يستهلك ميزانية خمسة أشهر بينه وبين رمضان الذي يليه، فرمضان ليس فقط يمسح الذنوب وإنما يمسح ما في الجيوب!!

وإذا كان المسلمون كما ورد في سيرة السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، فإذا بلغوه وصاموه دعو الله ستة أشهر أخرى لأن يتقبله منهم. وهكذا كان الحال في رمضان الإسلام، بينما رمضان المسلمين اليوم فإن وزارات الإعلام وإن استديوهات الإنتاج السينمائي وإن الفضائيات تستعد بعد رمضان مباشرة لتحضير أفلام ومسلسلات رمضان القادم بعد سنة، وكأن رمضان قد أصبح شهر الأفلام والمسلسلات واللهو، وليس رمضان صلاة القيام والتراويح والتهجد وقراءة القرآن. ولقد قرأت أن مصر وحدها استعدت قبل سنتين لرمضان بإعداد خمسين فيلمًا ومسلسلًا لرمضان، بينما هي مصر في هذه الأيام تضع الضوابط وتشدد في إجراءات متابعة ومراقبة المساجد، بل ومنع الاعتكاف في أي مسجد إلا في مساجد معينة لعل فيها يكون ضباط المباحث والمخابرات هم غالبية الحاضرين، ولا يختلف الحال في السعودية والإمارات وغيرها.

شاهد أيضاً

الوضع في سوريا

كل ما يقوله مسترزقو اليوتيوب والشاشات عن تغييير كبير قادم لسورية، كذب، وكل من يقول أن التظاهر السلمي والحل السياسي والقرار ٢٢٤٥ سيسقط النظام، كذاب، أو على الأقل واهم وهماً كبيراً، للأسباب التالية :