معسكر النكبة.. العمل الثقافي لتوعية اللاجئين بقضيتهم

تحول شارع المدارس الواقع في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان إلى شارع فلسطيني، فكل ما فيه يشير إلى فلسطين من أوله حتى آخره، ولم تغب مشاعر الحزن عن المارة من الصغار والكبار الذين ارتسمت على وجوههم مشاعر الشوق إلى القرى والمدن التي هجّروا منها خلال النكبة عام 1948.

“معسكر النكبة” هو اسم المعرض الذي نظمه النادي الثقافي الفلسطيني تزامنا مع قدوم الذكرى 71 للنكبة الفلسطينية، من أجل تعزيز الهوية الفلسطينية وترسيخها وحث الأجيال الصاعدة على التفاعل مع تراثهم كي تبقى القضية الفلسطينية حاضرة في قلوبهم.

وضم المعرض العديد من الزوايا الفنية والثقافية وتراثيات متنوعة من تطريز فلسطيني وأطعمة وحلويات فلسطينية وصور لمدن فلسطينية وملصقات ولوحات تحكي معاناة اللجوء والنكبة.

وتقول الناشطة الفلسطينية تانيا النابلسي إن “معسكر النكبة” يخدم القضية الفلسطينية من خلال حث الأجيال الفلسطينية المتعاقبة على أن تتذكر دوما أن لها وطنا وقضية وحقوقا ويجب أن تعمل للرجوع إليها.

وتضيف تانيا أن “هناك بعض المشاريع المشبوهة التي تستهدف القضية الفلسطينية والمخيمات، فمثل هكذا نشاطات تساعد نوعا ما على توعية الناس تجاه قضيتهم.. من خلال هذا النشاط يعرف الزائر -سواء كان فلسطينيا أو غير ذلك- مفهوم النكبة من خلال الصور واللافتات والمعروضات، وبأننا شعب له أرض وتاريخ وجغرافيا”.

أما أحمد أمين العضو في النادي الثقافي فيقول إن “هذا المعرض يجسد رمزية ذكرى النكبة، وله دلالة على تمسكنا بحق العودة، وهناك تفاعل كبير من قبل أهالي المخيم والجوار الذين يزورن المعرض للتعرف أكثر على القضية الفلسطينية”.

يعد النادي الثقافي الفلسطيني من الهيئات الناشطة والعاملة للقضية الفلسطينية في المخيمات، إذ تأسس عام 1993 من قبل مجموعة من الشباب المؤمن بعدالة قضيته في جامعة بيروت العربية، ومن ثم في مخيم البداوي عام 1996 على يد مجموعة من الشباب الجامعيين المستقلين في الجامعة اللبنانية بمدينة طرابلس شمال لبنان.

انطلق النادي بهدف تعزيز الحضور الفلسطيني على الصعيد الجامعي بشكل خاص، وعلى صعيد العمل الطلابي الثقافي في المخيمات بشكل عام بعد سنوات الركود والهبوط في العمل الطلابي في كل مخيمات لبنان، وتلاشي كل الأشكال التنظيمية الطلابية في المخيمات والجامعات خصوصا بعد عام 1990 وبعد اتفاقية أوسلو عام 1993.

ملء الفراغ
يقول رئيس النادي الثقافي في بيروت عمار يوزباشي إنه “بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان وضعف الفصائل الفلسطينية، عاش الشباب الفلسطيني في فراغ كبير آنذاك، مما جعله يبحث عن مكان يجد فيه هويته الفلسطينية، فكان النادي الثقافي هو المساحة التي استقبلت هؤلاء الشباب”.

ويهدف النادي من خلال نشاطاته المتنوعة لترسيخ الوعي الوطني عند الجيل الشاب، وتعزيز نبض القضية الوطنية وثقافة المقاومة بكافة أشكالها وألوانها الثقافية والإعلامية والمسلحة والفكرية.

كما يعمل على زيادة الوعي بتاريخ القضية من خلال إعطاء دروس حول تاريخ وجغرافية فلسطين، ورفع المستوى الثقافي والتوعوي والأكاديمي للشباب الفلسطيني، كما يساهم النادي في الإرشاد والتوجيه والدعم للشباب في اختياراته المستقبلية على الصعيد العلمي والمهني والعمل على دعم وتقوية حضور المواهب الثقافية الفلسطينية في الحياة الثقافية.

كما يرمي النادي -وفق يوزباشي- إلى “إعداد جيل من الشباب متمسك بالقضايا الوطنية والعمل على إبراز القضية الفلسطينية العادلة في المحيط اللبناني الذي يعيش فيه، والتمسك بالأسس الوطنية الثابتة ومن أساساتها حقنا بأرضنا والعودة إليها”.

أما عن الصعوبات، فيوضح اليوزباشي أن التمويل المادي يشكل عقبة كبيرة، إذ إن النادي لا يتلقى دعما من أي جهة أو حزب أو فصيل، وتقوم نشاطاته وتُدعم وتستمر من خلال الاشتراكات الشهرية التي يقدمها أعضاء النادي من أجل الاستمرارية في العمل حتى العودة لفلسطين

شاهد أيضاً

مجازر جديدة بمخيمي النصيرات وجباليا والاحتلال يقر بمقتل جنديين في رفح

أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 42 فلسطينيا وإصابة العشرات بجراح متفاوتة في مجزرة إسرائيلية جديدة بمخيم النصيرات (وسط) وجباليا (شمال) قطاع غزة، في المقابل أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل جنديين وإصابة 3 بينهم ضابط بمعارك في رفح (جنوب) مؤكدا أنه يخوض قتالا عنيفا بجباليا.