ربنا الله… ليست كلمة تقال…

{ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [الأحقاف : 13]

يقول – تعالى ذكره – : ( إن الذين قالوا ربنا الله ) الذي لا إله غيره ( ثم استقاموا ) على تصديقهم بذلك فلم يخلطوه بشرك ، ولم يخالفوا الله في أمره ونهيه ( فلا خوف عليهم ) من فزع يوم القيامة وأهواله ( ولا هم يحزنون ) على ما خلفوا وراءهم بعد مماته.

وقوله: ربنا الله .. ليست كلمة تقال. بل إنها ليست مجرد عقيدة في الضمير. إنما هي منهج كامل للحياة، يشمل كل نشاط فيها وكل اتجاه، وكل حركة وكل خالجة; ويقيم ميزانا للتفكير والشعور، وللناس والأشياء، وللأعمال والأحداث، وللروابط والوشائج في كل هذا الوجود.

“ربنا الله” فله العبادة، وإليه الاتجاه. ومنه الخشية وعليه الاعتماد.

“ربنا الله” فلا حساب لأحد ولا لشيء سواه، ولا خوف ولا تطلع لمن عداه.

“ربنا الله” فكل نشاط وكل تفكير وكل تقدير متجه إليه، منظور فيه إلى رضاه.

“ربنا الله” فلا احتكام إلا إليه، ولا سلطان إلا لشريعته، ولا اهتداء إلا بهداه.

“ربنا الله” فكل من في الوجود وكل ما في الوجود مرتبط بنا ونحن نلتقي به في صلتنا بالله.

“ربنا الله”.. منهج كامل على هذا النحو، لا كلمة تلفظها الشفاه، ولا عقيدة سلبية بعيدة عن واقعيات الحياة.

شاهد أيضاً

300 ألف نازح من رفح وإسرائيل تواصل الغارات على جباليا

استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء السبت وفجر اليوم الأحد على مناطق سكنية شمالي قطاع غزة،