لوفيغارو: هكذا تتشبّث “الدولة العميقة” في الجزائر للبقاء على قيد الحياة

تناولت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية ما أسمته الصراع داخل دوائر السلطة في الجزائر بشأن مصير الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وخلافته في الحكم، موضحةً الصراع الخفي بين طرفين متصارعين ،يمثل أحدهما المقربون من بوتفليقة خاصة إخوته، خلال الأطراف التي تجد مصالحها في بقائه؛ والثاني تمثله الدولة العميقة بمكوناتها المختلفة والتي ترى أن وقت مغادرة بوتفليقة قد حان.
ونسبت الصحيفة، في تقرير بعددها الصادر اليوم الأربعاء، لمصدر مقرب من رئاسة الدولة قوله إن “التغيرات الأخيرة والتي شملت إقالة رئيس الحكومة أحمد أويحيى وتعيين وزير الداخلية نور الدين بدوي خلفا له، تحمل بصمات جهاز أمن الدولة السري ورئيسه السابق محمد مدين الذي استبعد عام 2015 والمولع بالانتقام من خصومه”.
وتعتبر أوساط في حزب جبهة التحرير الحاكم أن ما يجري في هرم السلطة هو مؤامرة يقودها رمطان لعمامره والأخضر الإبراهيمي فهما ينفذان أجندة خاصة لم يوافق عليها رئيس الجمهورية. الإبراهيمي الدبلوماسي الدولي المخضرم يتمتع بالخبرة اللازمة وسيشغل منصب رئيس المؤتمر الوطني للإشراف على الانتقال السياسي الذي أعلن عنه بوتفليقة. بينما بات رمطان لعمامرة يشغل منصب نائب رئيس الحكومة وهو منصب تم استحداثه خلال الأزمة الحالية”.
ويرى بعض الجزائريين أن الإبراهيمي ولعمامرة هما من اقترح على سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هذا الحل للخروج من الأزمة ووافق عليه لأنه يثق فيهما. وبينما كانت طائرة بوتفليقة تحط في مطار هواري بومدين قادمة من جينيف، كانت طائرة أخرى تغادر البلاد باتجاه فرنسا وعلى متنها رمطان لعمامرة الذي توجه إلى باريس لتسويق هذا المخطط للرئيس إيمانويل ماكرون.
وتنقل لوفيغارو عن يومية Liberté أن الحل الذي قدمته السلطة بتسمية أشخاص من داخل النظام لا يستجيب لمطالب الشارع الجزائري الذي يريد تشكيل حكومة من شخصيات وطنية من خارج النظام.
وتعتبر أوساط في جهاز الاستخبارات السابق أن اختيار الإبراهيمي ولعمامرة جرى اختيارهما بشكل عشوائي رغم أنهما صنيعة النظام الحاكم.
ويرى المحلل السياسي رشيد تلمساني أن صناع القرار في الجزائر اختاروا تطبيق السيناريو الأول وإضفاء الشرعية الشعبية عليه، حيث فضلوا خيار المأمورية الخامسة بسبب الخلاف بينهم والآن سيأخذ التحضير للأمر سنتين.
وأمام الضغط الشعبي قرروا الاستفادة من الوقت عبر البقاء في السلطة واختيار مرشح لعهدة خامسة. وفي الأثناء سيتم تنظيم مؤتمر وطني، ظاهره البحث عن توافق سياسي وباطنه ترسيخ النظام القائم عبر إجراءات معروفة مسبقا،حسب تلمساني.
ويقول موظف سابق في الدولة إن الهدف من المؤتمر لن يكون سوى معرفة المرشح القادم. وقد يكون الأخضر الإبراهيمي الذي يتمتع بسمعة حسنة في الخارج خاصة في الولايات المتحدة وفرنسا.
وتوجه اتهامات لبعض الأطراف السياسية المعارضة في الجزائر بانتهاجها سياسة براغماتية من خلال المشاركة في المسار الانتقالي الحالي وخاصة التيار الإسلامي الذي كان أول من ناقش مع سعيد بوتفليقة خيار تأجيل الانتخابات. ويسعى الإسلاميون بهذه الطريقة إلى الحصول على مكاسب سياسية والمشاركة في الحكم كما هو الحال في تونس والمغرب، وفق الصحيفة الفرنسية دائماً.
ويحذر رئيس مبادرة إعادة تأسيس الديمقراطية في الجزائر طارق ميرا من مغبة أن أي حل لا يضمن حدوث توافق سياسي ومشاركة واسعة من المعارضة والمجتمع المدني ويسمح باختيار الشخصيات التي ستشرف على المسار الانتقالي قد يؤدي إلى فشل المسار.

شاهد أيضاً

صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإسرائيل

تصاعد النقاش في الساعات الأخيرة داخل إسرائيل بشأن تحديد أولويات المرحلة المقبلة ما بين التركيز على التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى تتيح عودة المحتجزين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *