وثائقي بريطاني: منظمة يهودية سرّية حاولت قتل ملايين الألمان بعد انتهاء الحرب العالمية

عرضت القناة الرابعة على التلفزيون البريطاني فيلما وثائقيا بمناسبة ذكرى الهولوكوست النازي لليهود والأقليات خلال الحرب العالمية الثانية، وقدّمت فيه، للمرة الأولى، خطة سرّية قامت بها مجموعة من اليهود الناجين سمّوا أنفسهم «نقم» (انتقام)، وكانت تهدف لقتل أكبر عدد ممكن من الألمان انتقاماً لليهود.

اقتربت المجموعة حينها من تسميم ثلاث مدن ألمانية لكنّ قائد المجموعة تم القبض عليه في باريس ولذلك قرروا الاكتفاء بتسميم الخبز في معسكرات اعتقال لضباط الأس أس الألمان الذين اعتبروهم مسؤولين بشكل مباشر عن عمليات حرق اليهود.

واستطاعت المجموعة المؤلفة من 70 شخصاً من تمويل أعمالها عبر بيع نقود مزيفة كان النازيون قد أجبروا اليهود على طباعتها في معسكرات التجميع.
أهمّية فيلم «حبكة الانتقام» أنه لا يقدم السردية التقليدية حول اليهود كضحايا، بل يقدمهم كأشخاص قرروا الانتقام وتنفيذ الأحكام التي ارتأوها عادلة ليس ضد النازيين فحسب بل ضد الألمان جميعا، وهو أمر، حسب صانعي الفيلم، يطرح أسئلة حول قضية العدالة.
آخر أعضاء منظمة «نقم» الباقين على قيد الحياة انتقلوا إلى إسرائيل وعاشوا في كيبوتز، وقد سجل بعضهم أشرطة في الثمانينيات من القرن الماضي تروي تفاصيل عملية الانتقام.
بعد فشل إحدى العمليات قرّرت إحدى المجموعات الإسراع بعمليّتها فقامت بتسميم 2200 رغيف خبز، وبإرسال إحدى أعضائها الفتيات لمراقبة ما يحدث في اليوم التالي، وراقبت الفتاة سيّارات الإسعاف والمصابين المنقولين إليها بالمئات. وقام أحد المؤرخين الإسرائيليين في الفيلم بتحدّي المعلومات التي أذاعتها وسائل الإعلام حينها من أن لا أحد قتل خلال العملية، مؤكدا أن هناك 100 من الضباط النازيين قُتلوا خلال تلك العملية.
المخيف في الفيلم أن من بقي من أعضاء المجموعة عبروا عن حزن شديد لأنهم لم ينجحوا في مسعاهم للانتقام من الشعب الألماني آنذاك، وبالتالي فإن مسعاهم لقتل ستة ملايين ألماني مقابل الملايين الستة من اليهود الذين قتلوا لم تتحقق.

شاهد أيضاً

ثورة في الجامعات الأميركية

طلاب جامعة كولومبيا بأميركا يتظاهرون احتجاجًا على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *