الترغيب و الترهيب ضرورة للنفس البشرية؟

{اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}

جمعت هذه الآية بين أسلوبي الترغيب والترهيب، وهما أسلوبان من أساليب القرآن في توجيه العباد إلى الخير وتحذيرهم من الشر.

قال الشوكاني في تفسيره فتح القدير: ثم أمرهم بأن يعلموا بأن الله لمن انتهك محارمه ولم يتب عن ذلك شديد العقاب، وأنه لمن تاب وأناب غفور رحيم. انتهى.

وقال السيوطي في تفسيره الدر المنثور عند تفسير هذه الآية: أخرج أبو الشيخ عن الحسن، أن أبا بكر الصديق حين حضرته الوفاة قال: ألم تر أن الله ذكر آية الرخاء عند آية الشدة، وآية الشدة عند آية الرخاء، ليكون المؤمن راغباً راهباً، لا يتمنى على الله غير الحق، ولا يلقي بيده إلى التهلكة.

وفي تفسير الشيخ الشعراوي: تيقظوا لأحكام الله، وكونوا طوع ما يريد، فمن يخالف الله فعليه أن يعرف أنه سبحانه وتعالى شديد العقاب. ومن كان يطيع الله فليعلم أنه سبحانه غفور رحيم. وجاء سبحانه بصفة من صفات الجلال لتتقابل مع صفتين من صفات الجمال، فصفة: { شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } تتقابل مع صفتي: { غَفُورٌ رَّحِيمٌ }؛ لأن كل الناس ليسوا أخياراً، وكل الناس ليسوا أشراراً؛ لذلك جاء للأخيار بما يناسبهم من المغفرة والرحمة، وجاء للأشرار بما يناسبهم من شدة العقاب، وغلبت رحمته ومغفرته غضبه وعقابه، ونلحظ ذلك من مجيء صفة واحدة من صفات الجلال: { شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } ويقابلها صفتان من صفات الجمال وهما: { غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
وهناك تفسير فريد و ليس بالغربب، يغوص في طبيعة النفس البشرية. ‏الإنسان محتاج دائمًا إلى منشطات الأمل وكوابح الغرور.فإن يأسه من النجاح يقوده إلى السقوط، واغتراره ما عنده يمنعه السبق. ولذا كان من سنن القرآن الجمع بين الوعد والوعيد.

شاهد أيضاً

ثورة في الجامعات الأميركية

طلاب جامعة كولومبيا بأميركا يتظاهرون احتجاجًا على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *