“وأسجد واقترب “
سجد اللوح، وسجد القلم، وسجدت النون، وهم يقولون : اللهم ارفع به ذكرا، اللهم احطط به وزرا، اللهم اغفر به ذنبا. قال معاذ : سجدت، وأخبرت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فسجد.
كما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) “رواه مسلم في صحيحه”.
و لتبيان أهمية السجود نسرد هذه القصة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
روى مسلم (2797) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ أَبُو جَهْلٍ : هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟ قَالَ فَقِيلَ نَعَمْ فَقَالَ : وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ . قَالَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي – زَعَمَ – لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ ، قَالَ فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ قَالَ فَقِيلَ لَهُ مَا لَكَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلًا وَأَجْنِحَةً . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا ) قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ – لَا نَدْرِي فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَوْ شَيْءٌ بَلَغَهُ – ( كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى ) … الآيات .
السجده التي يحضر فيها قلبك…..
لا ترفع منها رأسك
حتى تسدّ “جوع” روحك ……..
تلك الأسرار التي في صدرك انثرها على سجادتك ….
لو عرفتَ من تعبُد…!!!!
لأشتقت أن تسجد….
اللهم ارزقنا سجود القلب
مع الجسد …..
فإن القلب إذا سجد
اقترب وارتفع…
ختمت السورة بهذه الآية. كمنحة من الله والحمد لله على ما فتح ومنح وأعطى. وله الحمد والمنة.