في مقابلة سرية من إسبانيا.. محمد علي: لن أتوقف حتى يطاح بالسيسي

كشف المقاول والفنان المصري المثير للجدل محمد علي، في مقابلة حصرية مع موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، أنه لن يتوقف حتى تحقيق هدفه وهو الإطاحة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأكد علي على مواصلة تحديه لنظام السيسي، قائلا إنه لن يتوقف “حتى تتم إزالة الديكتاتور.. هدفي هو الإطاحة به”.

وأشعل علي موجة من الاحتجاجات ضد السيسي رافقتها حملة قمع في مصر إثر بثه مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحدث فيها عن فساد في الجيش، وانتقد السيسي داعيا إلى الإطاحة به.

وأكد علي، في أول مقابلة صحافية جرت بمكان سري في إسبانيا، حيث هرب هو وعائلته، أنه لا ينتمي إلى أي جماعة معارضة أو فصيل منشق داخل الجيش المصري، لكنه أشار إلى أنه يحظى بدعم في أوساط الضباط الصغار.

كما أكد علي أنه يعمل بشكل مستقل تماما، دون وجود أي شخص أو منظمة وراءه، قائلا “لو كانت هناك مجموعة ورائي، لكانت ساعدتني، بدلا من أن أجلس في مكان مهين، بمفردي”.

وكانت تسريبات عن القصور الفخمة التي يبنيها السيسي بأموال الشعب في ظل الأوضاع الاقصادية الصعبة التي يعيشها المصريون، وإجراءات التقشف التي تنفذها الحكومة، قد قوبلت بغضب واسع في البلاد، حيث خرج المصريون في احتجاجات تم قمعها وزُج المئات في السجون.

وأشار علي، الذي بات من أبرز منتقدي السيسي، إلى أنه لم تظهر أي جماعة لقيادة الاحتجاجات، وقال إن هذا يتناقض مع الفترة المضطربة بين ثورة مصر عام 2011 والانقلاب العسكري عام 2013 الذي وضع السيسي في السلطة، عندما تنافس الجيش والإخوان على الحكم.

لنتحدث في السفارة
ومنذ اللحظة التي ظهر فيها شريط الفيديو الأول لعلي، حاولت الحكومة المصرية جذبه إلى سفارتها في مدريد، على حد قوله.

وأضاف “أخبروني بأن المسؤولين غضبوا مما حدث لي، وقالوا أنت رجل محترم، وأنت ابننا وعزيز علينا وكل هذا، لذلك تعال إلى السفارة ودعنا نجلس معا”. وتابع “أنا رفضت”.

وعندما سئل عما إذا كان يعتقد أنه كان يمكن أن يلقى مصير الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي اغتيل في قنصلية بلاده في اسطنبول، العام الماضي، أبدى علي تحفظا.

وأضاف “لقد تلقيت كمية لا تصدق من التهديدات.. يقولون لي نحن نعرف أين أنت. سوف نجدك يوما ما”، مع ذلك، قال “لا أعتقد أن هذا كان سيحدث لي. الله يعلم، بالطبع، أنا فقط أعطي تحليلات”.

وأشار علي إلى أنه سافر من مصر بعد أن فشلت الحكومة المصرية مرارا في دفع رواتب شركته مقابل العمل الذي أنجزته، لافتا إلى أن هذه الأموال، فجأة، استخدمت كإغراء لإعادته إلى مصر “قالولي إنهم سوف يعطونني أموالي وأكثر”.

وقال علي إن محاولات تكميمه لم تقتصر على الرشوة، موضحا أنه عاش تحت تهديد دائم بالاغتيال.

وتابع “أنا لست سبايدرمان. يمكن لأي شخص استئجار عصابة لقتلي. كنت أعرف بالفعل أنني أعرض حياتي للخطر مع أول فيديو قمت بنشره”.

الضباط الصغار
وعلى الرغم من أن علي ينفي حصوله على دعم كبير في أجهزة الأمن المصرية، لكنه كشف عن تعاطف صغار الضباط في الجيش معه، وقال “إن الضباط الصغار الذين لا يتمتعون بسلطة اتخاذ القرار، والذين لا يستطيعون حل الوضع، يتضامنون معي”.

وفي مواجهة الصعوبات المالية حيث حجبت السلطات الأموال المستحقة له، ناقش علي قضاياه مع هؤلاء الضباط، الذين، حسب قوله، أعربوا عن استيائهم من إدارة السيسي للبلاد.

وأشار إلى أن “الضابط لا يستطيع التحدث لأنه سيتم إرساله إلى محكمة عسكرية. لكن هل تحدث لي جنرالات الجيش المهمون؟ لا، هذا لم يحدث، بالطبع”.

وأضاف “في البداية، عندما كنت في مصر، اعتادوا أن يقولوا لي إننا نأمل أن يختفي (السيسي)، لكن ماذا يمكننا أن نفعل؟ وعندما أتيت إلى هنا، اعتاد الضباط (المبتدئون) أن يشتكوا ويهينوه”.

وقال علي إن المتعاطفين معه في الجيش أشادوا به بعد نشر أول فيديوهات له ينتقد السيسي، “ثم عندما بدأ القبض على الناس، اختفى جميعهم”.

وقال علي إن “من بين المشاريع العقارية التي عمل عليها، كان مبنى متعدد الطوابق تستخدمه المخابرات العامة المصرية لإيواء ما أطلق عليه المقاول “جيش السيسي الإلكتروني”.

واعتبر أن مهمة هذا الجيش هي مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أنه يعتقد أن مئات الموظفين يعملون في المبنى، وقال “بعض الضباط، ولكن معظمهم من المدنيين”.

لكن علي رفض الاعتذار عن تورطه في الماضي، وقال إنه لم يكن على علم بأن الفساد كان متفشيا بالجيش في السنوات الأولى من عمله.

وذكر علي أن الجيش يتمتع بسمعة ممتازة بين الجمهور المصري، وينظر إليه كنموذج للكرامة وحسن الخلق.

وأضاف “عندما بدأت العمل اكتشفت الفساد تدريجيا. لم أكتشف ذلك عندما بدأت لأول مرة، استغرق الأمر سنوات. لكن قاعدة التعامل في مصر.. تحت الطاولة. لاحظت الأمور تدريجيا حتى وصلت إلى قمة هرم الفساد عندما بدأت في بناء قصور السيسي. ومنذ ذلك الحين بدأت أفهم الصورة الكبيرة للفساد وكيف يتخذ رئيس الدولة القرارات”.

ووجه علي رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصف السيسي بأنه ديكتاتوره المفضل، قائلا “أنت مستعد للقاء قاتل، ديكتاتور، لا يهمك من هو. أنت تهتم فقط بتلقي الأموال”. وأضاف ساخرا “ربما نحتاج إلى توفير بعض المال ثم نطلب منك إزالة السيسي”.

وأشار “ميدل إيست آي” إلى أنه سيكشف عن محتويات المقابلة كاملة في الأيام المقبلة.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.