شهيد المقاومة الليبية “كنود هولمبو”

“كنود هولمبو” شاب دانماركي احب الترحال والتعرف على الثقافات ، حط به الرحال ذات يوم في سبتة المحتلة بالمغرب فتعلم العربية من أحد الشيوخ المغاربة واقتنع بالإسلام فأعلن إسلامه ثم قرر أن يقوم بجولة بسيارته الشيفروليه موديل 1928 من أقصى الغرب الى أقصى الشرق من شمال افريقيا ، وفي أثناء رحلته تلك واجه الموت أكثر من مرة والتقى بالمجاهدين الليبيين ضد الغزو الإيطالي وتعاطف معهم وساعدهم وسجنه الإيطاليون واتهموه بالجوسسة .. ألف كتاباً واصفاً فيه مغامراته في رحلته البرية في شمال افريقيا ونقل فيه معاناة الليبيين وجرائم الإبادة التي يرتكبها الطليان الفاشيست في ليبيا ، كرهته الحكومة الإيطالية وتم منع كتابه من التداول في إيطاليا ومنعوا ترجمته إلى اللغة الإيطالية وأنفقوا عشرات الآلاف من الدولارات لتفنيد ما جاء بالكتاب في مختلف وسائل الإعلام المتاحة في ذلك الوقت.

“كنود هولمبو” اسم لا يعرفه معظم الليبيين رغم أنه من المفترض أن يكون بطلاً قومياً ، كيف لا وهو من نقل معاناة الليبيين من الغزو الإيطالي للرأي العام العالمي وكان لكتابه “مواجهة الصحراء” تأثيراً كبيراً على نظرة الأوروبيين للغزو الإيطالي لليبيا .. انتشر كتابه الذي صدر في أواخر العام 1930 في كل الدول الأوروبية بل أنه تصدر المبيعات في الدانمارك وفي معظم الدول الأوروبية وحقق أعلى المبيعات كذلك في الولايات المتحدة الأمريكية.

في مايو من العام 1931 وأثناء ذهابه للحج وعندما وصل إلى سوريا كانت الجماهير العربية تقوم بالتظاهر أمام القنصلية الإيطالية بدمشق فطُلب منه مغادرة البلاد الى تركيا ، وبعد محاولات من القنصلية الدانماركية باسطنبول استطاع الدخول إلى الأردن وتعرض فيها لعدة محاولات اغتيال مما نبهه أن هناك من يحاول التخلص منه ومع ذلك اشترى جملاً وانطلق بواسطته الى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج وفي الطريق استطاع الفاشيستيين النيل منه بواسطة بعض عملائهم فانطوت صفحة ناصعة البياض من تاريخ الجهاد الليبي ضد الغزو الإيطالي البغيض.
وللأسف ، وفيما عدا صورة كنود هولمبو الموضوعة بمتحف السرايا الحمراء وهو ينظر لزائريه فإننا لم نسمع يوماً عن مساهماته الفعالة في الجهاد مع اخوته المسلمين الليبيين ولم نشاهد تسمية ميدان أو شارع باسم “كنود هولمبو” تخليدا لبطولاته ودفاعه عن الإسلام والمسلمين بل عن الإنسانية التي حاول الجنود والضباط الفاشيست نزعها من قلبه ولم يفلحوا .. فقتلوه

الرابط التالي لكتاب كنود هولمبو “مواجهة الصحراء” باللغة العربية لمن يرغب في قراءته:
http://www.knud-holmboe.com/books/arabic_Desert%20Encounter.pdf

والرابط التالي لموقع يتحدث عن كنود هولمبو وسيرته الذاتية:
http://www.knud-holmboe.com/arabic/a_biography.html

والرابط التالي لصفحة على الفيسبوك حول كنود هولمبو:
https://www.facebook.com/knud.holombo

الصورة هي صورة كنود هولمبو وهي نفسها الموضوعة بمتحف السرايا الحمراء

منقول من صفحة السيد رمضان الأوجلي للامانة

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.