غزة العرق النابض… الوحيد…

بقلم الاستاذ سفيان أبو زيد

تدافع عن الأمة وترفع الهمة وتبقي بقية باقية من الأمل في مشهد صدرها فيه إلى العدو في بسالة منقطعة النظير، يتلقى المكاييل من الضربات واللكمات، بينما تغرز في ظهرها آلاف الطعنات، وهي واقفة صامدة، وسيول الدم تنزف من جروحها الغائرة، ومن وراءها من بني جلدتها منشغلون بكؤوس عالم حالية وأخرى أين ستنظم؟ إن بقي لتلك الجلدة وما تحتها أثر وباقية… ومنشغلون بمهرجانات ورقص ولعب وأعمال ومشاريع مهما كانت قيمتها فهي في هذا المشهد تفاهات، مثلها كمثل الذي يزخرف جدران البيت من الداخل ومعاول الهدم تدمر من الخارج فلا يوصف فعله إلا بالتفاهة أو بالضياع…

واقفة وهمها الوحيد الحفاظ على المقدس والكرامة والحيلولة دون وصول لظى تلك النيران إلى أولئك المنشغلين..

بينما نسبة كبيرة من العالم تقف في كواليس صناعة سيناريو بل وإنتاج تلك اللكمات والطعنات، وبعضه الآخر في مدرجات شبيهة بالأوبيرا بحلقاتها المتدرجة إلى منصة العرض التي في غزة ينظر ويشاهد ويتفرج ولا يحرك ساكنا إلا بهمهمات وهمسات هنا وهناك…
هذا الجسد المنهك الصامد منذ سنوات وهو يصد عنا تلك السهام القاتلة، والتي وصل بعضها إلى أماكن أخرى في السنوات القليلة الماضية – سوريا اليمن ليبيا والعراق قبلها – فذاقت حرها…
ذلك الجسد يوما ما سيسقط لا محالة وبالتالي سنذوق جميعا مرارة تلك اللكمات والطعنات التي لن تبقي أحدا إن لم نستيقظ قبل فوات الاوان…
لك الله يا غزة…
لك الله يا أيتها البقية الباقية.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.