العمل الصالح

“فلما رآه مستقرًا عنده قال: هذا من فضل ربي، ليبلوني؛ ءأشكر.. أم أكفر؟!
ومن شكر، فإنما يشكر لنفسه! ومن كفر، فإن ربي غني كريم!”

هذه الآية حكاية عن سليمان عليه السلام في خضم قصة عرش بلقيس واغترارها بمُلكها ثم ما عرض لسليمان من فتنة بنقله من عندها إليه في لمحة بصر؛
قذفة نور وضعها الله في وسط هذه الآيات لنستفيق وسط هذا الكم الهائل من ماديات الدنيا وأسباب الانبهار بالأفكار والناس والأشياء!

تخيل.. أي قلب يُمكن أن يتحمل هول هذا الحدث المعجز حين يُؤتى إليه بأعظم مُلك لأكبر مَلك، فيوضع بين يديه في لمحة بصر؛ ابتلاء مرعب مخيف لا يقدر على أن يتجنب فتنته إلا المؤمن اليقظ الذي يدرك أن الله أعظم، وأن تقوى الله أكبر، وأن شكر الله أبقى وأنفع!

مع مرور الوقت، ستدرك عظمة هذا الأمر، وتعرف أن كل هذه الانبهارات بالحياة ومادياتها وأشخاصها؛ خادعة زائلة، وأن العمل الصالح هو الذي يبقى، والأثر النافع هو الذي يدوم، وسيتعاظم ندمك على ما لم تحصله منهما، ويتعلق قلبك فقط بحسن الظن بالله.

محمد وفيق زين العابدين

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.