صاندي تايمز: نتنياهو يسعى لتحالف مع العرب.. وترامب يريد استثمار دفاعه عن بن سلمان في مقتل خاشقجي

قال مراسل صحيفة “صاندي تايمز” أنشيل بيفيفر إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعد لتشكيل تحالف موسع ضد إيران. وقال إن رئيس الوزراء الذي حقق نصرا انتخابيا يعمل على البحث عن حلفاء له في الخليج من أجل الحد من التأثير الإيراني في المنطقة.
وقال الكاتب:” في الساعة الثانية صباحا من يوم الأربعاء وصل بنيامين نتنياهو المتحمس إلى ميدان كرة سلة في تل أبيب للإحتفال بفترة خامسة له وكانت معه زوجته سارة. والقى خطابا قصيرا نسبيا قطعته صرخات وهتافات مؤيديه وشكر فيه عائلته وفريق حملته وأعضاء حزب الليكود الذين خاضوا الإنتخابات. وإلى جانب وعوده بتشكيل حكومة يمينية متطرفة مع بقية الأحزاب في تحالفه لم يكن لديه ما يقوله بشأن سياسة حكومته المقبلة” ولكنه أشار قائلا “نواجه تحديات كبيرة في الإقتصاد والأمن والعلاقات الخارجية. تحديات أمنية ولكن تحديات تطبيع العلاقات مع العالم العربي، تحدث، في الوقت الذي أتحدث فيه إليكم، إنها تحدث”.

عندما يتحدث نتنياهو عن العلاقات مع الدول العربية التي لا علاقات رسمية معها باستثناء الأردن ومصر فهو يعني علاقات تحت الرادار ضد العدو المشترك.

ورغم تصريحاته المتأخرة في الليل إلا أن المراقبين حاولوا تفكيك ما كان يعنيه ويلمح إليه. هل سيدفع باتجاه معاهدة سلام واسعة مع الفلسطينيين وبقية العالم العربي؟ إلا أن المشكلة نابعة من تصريحات نتنياهو أنه وعد بحكومة يمينية مع “الحلفاء الطبيعيين” الذين يعارضون أي تنازل للفلسطينيين. ووضع دوري غور، المستشار الدبلوماسي لنتنياهو والذي شغل حتى عام 2016 منصب المدير العام لوزارة الخارجية كلامه عن “التطبيع والسلام” في السياق قائلا:” في الغرب هناك رغبة بتشكيل تحالفات كبرى واحتفالات كبرى”. وعندما يتحدث نتنياهو عن العلاقات مع الدول العربية التي لا علاقات رسمية معها باستثناء الأردن ومصر فهو يعني علاقات تحت الرادار ضد العدو المشترك. وقال غولد: “الدينامية تحدث اليوم في المنطقة حيث تعبئ إيران الميليشيات الشيعية وتتبني حلفاء”. وأضاف: “تمثل إيران تهديدا على إسرائيل والدول السنية في العالم العربي. وهذه لحظة تاريخية عندما يكون لها عدو مشترك”. وتقول الصحيفة إن نتنياهو لا يركز على فتح سفارة إسرائيلية في الرياض وما يريده هو بناء تحالف ثلاثي مع واشنطن والخليج لمواجهة إيران. وسيكون لهذا التحالف كما يعتقد هدف ثانوي وهو دعم خطة السلام لدونالد ترامب التي سيقدمها في أسابيع قليلة للفلسطينيين والإسرائيليين. وسيكون التعامل مع خطة ترامب هو التحدي الأول لنتنياهو مع بدء فترته الخامسة. ولكن لديه اهتمامات أخرى وهو يقوم بتشكيل ائتلافه الحكومي في الأسابيع المقبلة. فهو لا يريد تحالفا يدعم الحكومة ولكن واحدا يساعده في محاولاته لمنع توجيه تهم الرشوة والتزوير في ثلاث حالات فساد على الأقل. ويتوقع التحالف الضيق من 65 مقعدا في الكنيست أن يطلب منه ثمنا باهظا مقابل حمايته من الإتهام والمحكمة. ومنها الوفاء بوعده الغامض ضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والذي سيؤدي إلى غضب دولي ومعارضة فلسطينية. وسيكون التحرك بهذا الإتجاه نهاية لحل الدولتين الذي ظل مفضلا لحل النزاع. وبعد ساعات من خطاب النصر لنتنياهو ظهر مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكية أمام لجنة في مجلس الشيوخ حيث سأله الأعضاء الديمقراطيون من حل الدولتين وإن كانت الإدارة تعارض الضم من جانب واحد لمناطق في الضفة الغربية. ورفض الرد مجيبا أن الخبراء حاولوا ولعقود الأزمة في الشرق الأوسط “وكلهم فشلوا ولهذا فلا تستحق الإفكار القديمة العودة إليها”. وفي خطاب أمام لجنة الشؤون الأمريكية- الإسرائيلية (إيباك) قال السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان “هل يمكن ترك هذا لإدارة لا تفهم أن السلام في الشرق الأوسط يتحقق عبر القوة لا الكلام على الورق”. وكان فريدمان يقول إن الفرصة سانحة في ظل وجود ترامب ونتنياهو لتغيير المشهد في الشرق الأوسط. ولا يعد فريدمان دبلوماسيا عاديا، فهو يعرف ترامب منذ 25 عاما وأنقذه كمحام من الإفلاس ولا يزال يحتفظ بعلاقات مع عائلة الرئيس. ويسافر شهريا إلى أمريكا للحديث مع الرئيس مباشرة ويقال إنه أول من يتحدث معه ترامب عندما يصحو في الخامسة صباحا. ويعد فريدمان من جامعي الأموال للمستوطنات. وأصبح من المؤثرين في خطة الرئيس التي تضم زوج ابنته جارد كوشنر. وتشير تعليقات بومبيو أن الخطة التي تم تسريب عدد من محتوياتها ستكون متحيزة إلى جانب نتنياهو وائتلافه. وربما التحضير للضم ولكن ترامب يريد دعما من الدول العربية خاصة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وبحسب مسؤول بارز “يعتقد ترامب أن “م ب س” – كما يطلق على ولي العهد– مدين له لوقوفه إلى جانب بعد جريمة قتل جمال خاشقجي”. ومن المثير أن ترامب لم يشرك بريطانيا التي ظلت شريكا وإن صغيرا في تدخلات أمريكا في الشرق الأوسط بالخطة. وربما تغير هذا قبل الإعلان عنها حيث سيحاول البحث عن داعمين لها ووضع الضغوط على الفلسطينيين للنظر في الخطة. ويظل الحلفاء الرئيسيون لترامب هم السعوديون ودول الخليج وربما بريطانيا التي انتقدت على حياء قراره الإعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان ولكن ليس بقوة الشجب من باريس وبرلين.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.