الثبات على الحق و نصرته

لقد جاء استعمال لفظة الحق في الذكر الحكيم في مواضيع كثيرة جدا في نحو مائتين وخمسين موضوعا بتنوعات تصريفية موزعة على الأوالكذب،فعال والأسماء ، وهو ما يعني ابتداء أهمية الحق والالتزام به في تكوين شخصية المسلمة.

فإن اللّه سبحانه وتعالى بعث محمداً بالهدى ودين الحق؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ففرق به بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والرشاد والغي، والصدق والكذب، والعلم والجهل، والمعروف والمنكر، وطريق أولياء اللّه السعداء وأعداء اللّه الأشقياء؛وبين ما عليه الناس من الاختلاف، وكذلك النبيون قبله، قال اللّه تعالى‏:‏‏{‏‏كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ‏}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏213‏]

يقول الشيخ القرضاوي: الحياد امام الباطل امر معيب، والانحياز للحق واجب أخلاقي ، تتغير الأنظمة وتبقى الشعوب، إنتصر للمظلوم ولو كان الظالم هو انت.

فالحق قوي بذاته وإن كانت الدنيا كلها ضده، والنصر له في النهاية إذا أصر دعاته عليه، وصبروا وصابروا من أجله، فإن الباطل قصير النفس، سريع الزوال، {فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذۡهَبُ جُفَآءٗۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمۡكُثُ فِي ٱلۡأَرۡضِ} .

يقول الخليفَةُ أبو جعفرٍ مُحمَّد المنتصِرُ بالله: واللهِ ما عَزَّ ذُو باطِلٍ قَطُّ ، ولو طلعَ القَمَرُ مِن جَبِينِهِ ، ولا ذَلَّ ذُو حَقٍ قَطُّ ، ولو أصْفَقَ العَالَمُ عليه.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.