الغارديان: عنصرية ترامب محسوبة.. عين على قاعدته الانتخابية وأخرى على انتخابات 2020

قالت صحيفة “الغارديان” أن تعصب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعنصريته له هدف سياسي وهو حرف نظر الرأي العام عن فشله وإلهاب عاطفة قاعدته الانتخابية ولا يهتم بالضرر الذي قد يحصل نتيجة لهذا.

وجاء في افتتاحيتها “ترامب عنصري في الجوهر والأسلوب “أن ترامب يريد إرجاع عقارب الساعة إلى نصف قرن عندما كان القادة المنتخبون يتحدثون بلغة المتفوقين العنصريين البيض. ومثل ترامب لم يكونوا يستخدمون التلميح. فحتى عام 1967 كانت هناك 17 ولاية تمنع التزاوج بين العرق الأبيض والملونين. ولم تصادق المسيسبي على التعديل الـ13 من الدستور الأمريكي الذي يحظر العبودية إلا عام 1995. طبعا أصبح الفصل العنصري ذكرى قديمة اليوم ولم يعد العرق في أمريكا مصدر الخلاف كما كان في السابق.

فقد انتخب البلد أول رئيس أسود، وتحول البيض وغيرهم إلى أغنياء ونجوم. إلا أن ترامب وبمدة قصيرة أعاد تشكيل الحزب الجمهوري مستبعدا ومكمما أي شخص تحداه، ولم يعد الأمر متعلقا بقدرة الحزب على التعامل مع عنصرية الرئيس بل وتواطؤ قادته معها.

وتقول الصحيفة إن ترامب هو وريث الفشل الأمريكي في مجال العرق. وهو فشل قائم على سوء الفهم وتجاهل الوعد للسكان الذي جسدته كلمات مارتن لوثر كينغ الحلم ببلد “لا يحكم فيه على الناس بناء على لون بشرتهم بل ومكونات شخصيتهم”. وربما تم شجب العنصرية في التعامل التجاري واعتبارها في النهاية شأنا خاصا لكن عندما يتعلق الأمر بمكتب الرئيس فلا يمكن التقليل من شأنها لأن شخصا متعصبا نرجسيا معاد للمرأة لا يصلح لأن يكون رئيسا للولايات المتحدة.

وطالما اعتقد ترامب أن الأبيض هو المواطن الحقيقي، أما المهاجرون فهم أمريكيون بشكل مشروط. ولم يكن مفاجئا الاستماع للرئيس وهو يخبر أربع نائبات في الكونغرس “العودة” إلى “بلادهن التي جئن منها”. وكلام كهذا هو عنصرية واضحة إلا أن صداها يتردد مع الفكرة التأسيسية للقومية البيضاء التي تبناها ترامب منذ وقت طويل.

لكن ترامب يقوم بالقول والفعل بخرق القيم التي تطمح أمريكا للتمسك بها- وهي المساواة بناء على القانون والحرية الدينية والحماية للجميع والحماية من الاضطهاد لأنه لا يؤمن بأي منها. ففي الأسبوع الماضي أمر الشرطة بمداهمة بيوت المهاجرين غير المسجلين ودون إخطار، مع أن الكثيرين منهم يعيشون في أمريكا منذ عدة سنين.

وفي هذا الأسبوع أعلن أنه سيوقف اللجوء على الحدود الأمريكية- المكسيكية رغم تحذير المحامين له من ان المحاكم سترفض قراره. وتعتقد الصحيفة أن تصرفات ترامب هي محاولة لتذكير الأمريكيين أنه الشخص الذي يدير البلاد وبيده القرار وفيها ازدراء للحقوق المدنية وهي أن المواطنين متساوون أمام القانون. بل يشعر ترامب بالنكد من فكرة أن الدستور الأمريكي لا يفرق في اللون.

ففي تشرين الثاني/ نوفمبر، هدد بإصدار أمر تنفيذي يلغي فيه ضمانات المواطنة من خلال الولادة في الولايات المتحدة. وبهذا كان يريد أن يحمل معول هدم لأساس في الدستور حيث تنص المادة 14 على أن أي شخص يولد في أمريكا هو أمريكي ولا تستطيع الولايات “حرمان المواطنين من الحصانات والمميزات” أو منعهم من “الحياة، الحرية والملكية بدون مبررات قانونية”.

وسجل ترامب الطويل في العنصرية جعله يعتقد أن الضمانات في كتاب البلد القانوني أن هذه من حق البيض فقط. ولم يعد البيض المسيحيين الغالبية في أمريكا، ولكنهم لا يزالون قوة انتخابية. وسواء استطاع ترامب تحصين هذا المبدأ ليس مهما. فعنصريته لها هدفان، الأول حرف الناخب الأمريكي عن نواياه الحقيقية. أما الثاني فهو إشعال حماس قاعدته الانتخابية قبل انتخابات الرئاسة عام 2020. وقاعدته الأساسية معادية للأقليات الجنسية والعرقية. ومن هنا فحساب ترامب يقوم على أن نجاته السياسية تعتمد على إشعال هذه المشاعر المعادية للحصول على هذه الأصوات.

وهناك أدلة تشير إلى أن رسالة الكراهية لا يتردد صداها بين الرأي العام الأمريكي. وكلما انفجر ترامب باتجاه معسكر اليمين انحرف الرأي العام وبشكل حاد إلى معسكر اليسار. ويريد ترامب في النهاية أن تشتعل قاعدته بالغضب، إلا أن الأمريكيين كما يؤمل سيظلون متحكمين بالثروموستات فعندها تزداد الحرارة يقومون بتخفيفها.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.