إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى‏

{‏إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى‏}‏

يخبر تعالى رسوله محمداً صلى اللّه عليه وسلم عن عبده ورسوله موسى عليه السلام، أنه ابتعثه إلى فرعون وأيده اللّه بالمعجزات، ومع هذا استمر على كفره وطغيانه حتى أخذه اللّه أخذ عزيز مقتدر، وكذلك عاقبة من خالفك يا محمد وكذب بما جئت به، ولهذا قال في آخر القصة: { إن في ذلك لعبرة لمن يخشى}.

إِنَّ فِي الْعُقُوبَة الَّتِي عَاقَبَ اللَّه بِهَا فِرْعَوْن فِي عَاجِل الدُّنْيَا , وَفِي أَخْذه إِيَّاهُ , نَكَال الْآخِرَة وَالْأُولَى : عِظَة وَمُعْتَبَرًا لِمَنْ يَخَاف اللَّه . وَيَخْشَى عِقَابه , وَأُخْرِجَ نَكَال الْآخِرَة مَصْدَرًا مِنْ قَوْله { فَأَخَذَهُ اللَّه } لِأَنَّ قَوْله : { فَأَخَذَهُ اللَّه } نَكِل بِهِ , فَجَعَلَ { نَكَال الْآخِرَة } مَصْدَرًا مِنْ مَعْنَاهُ , لَا مِنْ لَفْظه .وَقَوْله : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَة لِمَنْ يَخْشَى } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ فِي الْعُقُوبَة الَّتِي عَاقَبَ اللَّه بِهَا فِرْعَوْن فِي عَاجِل الدُّنْيَا , وَفِي أَخْذه إِيَّاهُ , نَكَال الْآخِرَة وَالْأُولَى : عِظَة وَمُعْتَبَرًا لِمَنْ يَخَاف اللَّه . وَيَخْشَى عِقَابه , وَأُخْرِجَ نَكَال الْآخِرَة مَصْدَرًا مِنْ قَوْله { فَأَخَذَهُ اللَّه } لِأَنَّ قَوْله : { فَأَخَذَهُ اللَّه } نَكِل بِهِ , فَجَعَلَ { نَكَال الْآخِرَة } مَصْدَرًا مِنْ مَعْنَاهُ , لَا مِنْ لَفْظه.
إن من يخشى الله هو الذي ينتفع بالآيات والعبر، فإذا رأى عقوبة فرعون، عرف أن كل من تكبر وعصى، وبارز الملك الأعلى. عاقبه في الدنيا والآخرة، وأما من ترحلت خشية الله من قلبه، فلو جاءته كل آية لم يؤمن ‏[‏بها‏]‌‏.‏

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *