طرق ماليزية سهلة لتشجيع الأبناء على القراءة

تبدو الزيارات الدورية التي تنظمها العائلات من مختلف الأعراق في ماليزيا إلى المكتبات العامة مشهدا مألوفا في البلاد، إذ تعد هذه واحدة من الأساليب السهلة التي تنتهجها الأسر لتشجيع الأبناء على القراءة واقتناء الكتب.

وبهذا الصدد، أفادت أكثر من دراسة صادرة عن جامعات ماليزية بأن قناعة الوالدين بأهمية القراءة هي من أهم الأسباب التي تشجع الأبناء على القراءة.

البيت حافز لتنمية موهبة المطالعة
وتفيد دراسة أعدتها الباحثة في علم السلوك الاجتماعي الدكتورة نجيمة محمد يوسف حيث أن الأطفال يتعلمون عادة من خلال تقليد البالغين في بيئتهم، وأن سرد القصص ومناقشتها في البيت يشكل حافزا مهما لتنمية موهبة المطالعة عند الأبناء.

وتوصي الدراسة -المعتمدة في جامعة مالايا كبرى الجامعات الماليزية- الوالدين بإنشاء بيئة قراءة صحية في المنزل من خلال البدء بقراءة مجموعة جيدة من المواد، سواء كانت من الصحف والمجلات أو الكتب والقصص، بغض النظر عما إذا كانت مملوكة أو مستعارة أو جديدة أو مستخدمة.

مكتبة البيت والمدرسة
تعمد الأسر في ماليزيا لاقتناء مكتبة مهما كانت صغيرة في البيت، أما في المجمعات السكنية الكبيرة فإن وجود المكتبة أو قاعة مطالعة يعد مرفقا ضروريا تتساوى أهميته مع وجود الملاعب والمسابح والحدائق، وهو ما يوفر للعائلات فرصة لتخصيص وقت لإرسال أبنائهم للقراءة كما اللعب.

وتعتبر مكتبة المدرسة أكثر المصادر التي يعتمد عليها طلاب المدارس للحصول على مواد القراءة، لذا فإن كثيرا من المدارس تسعى إلى إنشاء روابط لأولياء الأمور والمعلمين، لمناقشة الأساليب التي تشجع على تطوير عادات القراءة غير المنهجية لدى الطلاب.

إضافة إلى ما سبق، تبذل العائلات الماليزية جهدا كبيرا في تعليم الأطفال القراءة قبل سن التعليم الرسمي وقبل إرسالهم إلى المدرسة، وهو ما يسهل العملية التعليمة على المدرسة لتوسع الاهتمام بالمطالعة إضافة إلى التعليم الأساسي.

وتشير “ستي خديجة” المشرفة التربوية في إحدى المدارس إلى أن المطالعة جزء أساسي من المنهاج التعليمي في ماليزيا، لذا تهتم المدارس في توفير أجواء إيجابية لتشجيع الطفل على القراءة.

وتشير خديجة في حديثها إلى ضرورة تمكين الطفل من اختيار الكتاب الذي يحبه، والتعبير عن ذاته بغض النظر عن احتمال وجود أخطاء في اختيار الكتاب، كما تشير إلى أن المدارس تقوم بتوزيع كوبونات تشجيعية تمكن الأطفال من شراء الكتب.
فعاليات حكومية تشجع على القراءة
يتجلى دور المؤسسات الرسمية في تشجيع المواطنين على القراءة في أنها تجعل الحصول على الكتاب أمرا يسيرا وسهلا، لذا فهي تعمل على نشر المكتبات العامة والرقمية، وتخصيص مكتبات في أماكن العمل.

كما تنظم السلطات عدة فعاليات وبرامج توعوية للتشجيع على القراءة لأطياف المجتمع كافة، وتعمد إلى بث الإعلانات والبرامج على التلفزيونات وفي القطارات والشوارع، فضلا عن إقامة معارض الكتب طوال العام، وتخفيض أسعارها بحيث تكون في متناول الجميع.

يشار هنا إلى أن طبيعة المجتمع الماليزي المتعدد الأعراق شكلت دافعا للقراءة، بهدف محافظة كل عرق على لغته وآدابها، لذا فإن الكتب تتوفر باللغات الأساسية الثلاث: المالايوية والهندية والصينية، فضلا عن الإنجليزية، مع الإشارة إلى أن اللغة المالايوية تعد اللغة الرسمية في البلاد.

كما تجدر الإشارة إلى أن السياسة المتبعة في محلات بيع الكتب تسمح للعملاء بقراءة الكتب قبل الشراء، بل توفر هذه المحلات مساحات إضافية في مبانيها لهذا الغرض.

الكتب الأولى في التبرعات
وتشير إحصاءات محلية إلى أن التبرع بالكتب أو بالأموال المخصصة لشرائها يأتي في المرتبة الأولى في قائمة التبرعات في ماليزيا، بحيث يتم توزيع الكتب على الأطفال المحتاجين لتوفير التعليم لجميع الفئات في المجتمع الماليزي، والارتقاء فيه تحت شعار “نحو مجتمع متعلم ومثقف”.

الكتب الأولى في التبرعات
كما تخصص أماكن للتبرع بالكتب وخاصة في محطات القطارات، وتقوم الفكرة على أن الكتب التي نمتلكها ولا نحتاجها يتم وضعها في تلك الأماكن ويستطيع أي شخص استعارتها ثم إعادتها.

وتعتبر مكتبة كوالالمبور الوطنية مرجعا للإنتاج الفكري الوطني المطبوع، وتمتاز بضخامتها، وأهم مقتنياتها مجموعة “ماليزيانا” التي تضم جميع الكتب الماليزية التي نشرت داخل البلاد أو خارجها.

وتضم المكتبة ما يزيد على أربعة آلاف مخطوطة قديمة كتبت بالخط الجاوي (الأحرف العربية)، كما يوجد في ماليزيا المكتبة العالمية الرقمية التي توفر الكتب والمخطوطات للدارسين والباحثين.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.