مع القرآن – “فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا”

﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فإن أُعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون}

موضوع الصدقات في أصله المنافقون رفضوه، إنسان يتعب وإنسان لم يتعب، لكن أنت حينما تؤمن بالآخرة يجب أن تنعكس مقاييسك لأن الإيمان بالآخرة يدفعك إلى عمل صالح، يا من جئت الحياة فأعطيت ولم تأخذ، أما أنت فحينما تؤمن أن هذه الدار دار ابتلاء لا دار استواء، ومنزل فرح لا منزل ترح. ولحكمةٍ بالغة هذه الدنيا لا تستقيم لإنسان، لو استقامت لكره لقاء الله، لو استقامت كما يتمنى لكره لقاء الله عز وجل.

و انطلاقا من الاية الكريمة فان هناك صفة من صفات المنافقين، أنهم إذا أعطوا من الصدقات ومن فتات هذه الدنيا يرضون ويصفقون، ويطبلون ويمدحون ،وإن حُرموا أو تم منعهم من الصدقات او غير ذلك من أمور هذه الدنيا إذا هم يسخطون.
فيسبون ويشتمون ويلعنون،ويحرقون ويكسرون ويدمرون ويحتلون الممتلكات العامةوينهبونها، أحياناً أخرى سخطاً وحنقاً على أموال ومناصب هذه الدنيا. و ما اشبه ذلك بما هو عليه حال بعض السياسيين من مختلف المشارب الفكرية. الا و انها علامات النفاق.
فلذلك ينبغي الحذر من الإتصاف بصفات أهل النفاق، وليكن غضب المسلم وحنقه وغيرته لله سبحانه وتعالى ولدينه، وليتحرك المسلم وينطلق من مبادئ،وقيم، وليس إذا أُعطي رضي وإذا لم يُعطَ سخط.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *