إن ربّك لبالمرصاد

“إن ربّك لبالمرصاد”

ومن وراء المصارع كلها تفيض الطمأنينة على القلب المؤمن وهو يواجه الطغيان في أي زمان وأي مكان ..

و هذا الرصد في كل شيء، هذا عام، هو بالمرصاد لعباده، يعلم صالحهم من طالحهم وسوف يصلون إليه وسوف يلقونه فيجازيهم بأعمالهم لا أحد يفوته.

ومن قوله تعالى: {إن ربك لبالمرصاد}

تفيض طمأنينة خاصة.. فربك هناك.. راصد لا يفوته شيء.. مراقب لا يند عنه شيء..

فليطمئن بال المؤمن، ولينم ملء جفونه .. فإن ربه هناك !.. بالمرصاد.. للطغيان والشر والفساد!

لكن قد يتساءل الناس لم لا ينتصر الحق دائما و ان للباطل كذلك صولات و جولات؟ قالَ الإمام ابنُ القَيّم – رَحمهُ الله :

– لَو اِنتصرَ الحق دَائِماً لَامتلأتْ صُفوفُ الدُّعاة بالمنافقين.

– وَلوْ اِنتصرَ الباطل دَائِماً لشكَّ الدُّعاة فِي الطريق.

وَلكنّها ساعة و ساعة..
فساعة اِنتصارِ الباطل فِيها غربلة لِلدُّعاة .
وساعة اِنتصارِ الحق فِيها يَأتي اليقين .

وعن عمرو بن عبيد أنه قرأ هذه السورة عند المنصور حتى بلغ هذه الآية ، فقال : إن ربك لبالمرصاد يا أبا جعفر قالالزمخشري : عرض له في هذا النداء ، بأنه بعض من توعد بذلك من الجبابرة فلله دره . أي أسد فراس كان بين يديه ؟ يدق الظلمة بإنكاره ، ويقمع أهل الأهواء والبدع باحتجاجه !

اذا نقول ان على الإنسان أن يمحص فيمن يصاحب و يقرب له. فمن قرَّب السفلة وأدناهم، وباعد ذوي الفضل وأقصاهم استحق الخذلان.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.