وبرا لوالدتي

(وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) [سورة مريم : 32]

من صفات العبودية البر بالوالدين فقد جاءت مباشرة بعد الأمر بعبادة الله.

(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا …) [سورة اﻹسراء : 23]

وهذا يدل على مدى أهمية البر بالوالدين.
فهو بعد أن ذكر وصية الله له بالعبادة بالصلاة والزكاة مباشرة ذكر بره بوالدته.
عبادة الله ثم البر بوالدته.
لم يقل وأن أصوم أو أن أحج أو غيرها من العبادات ولكن برا بوالدتي.

(وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) [سورة مريم : 32]

الأنبياء هم أسوة لنا في برهم بوالديهم فقد ذكر في هذه السورة بر يحيى وعيسى وابراهيم عليهم السلام. وقد أمرنا الله بذلك أيضا. فإن أردنا أن نتأسى بهم فعلينا أن نبر والدينا خاصة في الكبر وهم في أشد حاجتهم إلينا.
فاللهم ارزقني وارزق كل قارئ لهذا الدرس بر والديه يا رب.

(وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) [سورة مريم : 32]

بر الوالدين من أسباب السعادة في الدنيا واﻵخرة.
بر بوالدته ولم يكن شقيا
اذن كان من السعداء
نلاحظ أن من يعق والديه لا يجد السعادة وفوق هذا يعاقبه الله بعقوق أبناءه.
بينما كل من يبر والديه يجد السعاده والتوفيق في حياته وفوقه بر أبناءه به.

(وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) [سورة مريم : 32]

هو عمل تكافأ عليه في الدنيا واﻵخرة.

اللهم أعنا وثبتنا على بر والدينا وارزقنا بر أبنائنا يا رب العالمين.

(وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) [سورة مريم : 33]

المؤمن يعيش في سلام.
سلام في حياته الدنيا يعيشه واقعا وشعورا في قلبه ولو تكالبت عليه الإختبارات الربانية. تجده راضيا مطمئنا متوكلا على ربه. لا يخاف ولا يفزع ولا يحزن. لا تؤثر به المشاكل مهما كبرت فهو في معزل عنها في قلبه.

وسلام في آخرته في جنات خالدا فيها فلا هم ولا حزن ولا خوف.

(وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) [سورة مريم : 33]

نبي الله عيسى كان في سلام منذ ولادته وحتى آخرته وهو في سلام.

نسأل الله العلي القدير أن يجعلنا من المقتدين بالأنبياء في أعمالهم وأخلاقهم وسلوكهم قلبا وعلما و عملا وأن نكون ممن يعيش في سلام ويموت في سلام ويبعث بسلام.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
     

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.