سُلافَةُ العُمر

كتب بواسطة الشاعر مؤيد حجازي

رَأَبَ الفؤادَ بوصلِهِ فتَصَدَّعا

لما اكتسى ثوبَ الرحيلِ

و أزمَعا

و لقيتُهُ بعدَ الفراقِ فضَمَّني

‏ضمَّ المسافرِ حينَ حلَّ فودَّعا

‏أذرفتُ دمعَ سعادةٍ أم أنَّني

‏أهذي و أذرفُ بالمواجعِ أدمُعا

حاولتُ بُعدَكَ ما استطعتُ و شابني

ما يشبهُ الشريانَ حينَ تَقطَّعا

و أردتُّ قُربَكَ فانصهرتُ قصيدةً

كادت لنَزعِ الروحِ أن تَتَطَلَّعا

صعبانِ قربُكَ أو رحيلُكَ

ليتنا

شطرانِ نبقى أو نغادرها معا

لم يتركِ المنفى بمُديةِ سمِّهِ

في قدِّيَ المُضنَى المُعَنَّى موضِعا

و اقتصَّ عِقدًا من سُلافِةِ رحلتي

لآتيهَ..

فانفرَطتْ سُنُونِيَ تُبَّعًا

الأربعونَ..

و كلُّ عامِ دُرَّةٌ

حاولتُ لمَّ شتاتِهِ فتَمَنَّعا

الأربعونَ!!

و عَاصِفٌ ثَرُّ الذُّرى

أعْمَى

فلَمْ أُبْصِرْ لِعيشٍ مِربَعا

و صحوتُ..

و التاريخُ خلفيَ واقفٌ

و المجدُ نادى:

للأمامِ..

فأسمعا

وعن اليمائنِ و الشمائلِ أعينٌ

رَفَعَتْ عِمادَ العرشِ كي أتربَّعا

صوتٌ مِنَ الأعماقِ

هزَّ منابتي

فَرَبا الكلامُ و شاءَ أنْ يَتَجَمَّعا

و رأيتُ رأيَ العينِ عِقدَ سُلافتي

مثلَ النجومِ على الجهاتِ مُوَزَّعا

قالَ استِقمْ

أنَّى اتجهتَ فثَمَّ مَنْ

قد بايعوكَ و ما إليهمُ مُدَّعى

جمعوا لكَ العقدَ الذي ضيعتَهُ

و هو السَّنا

طافَ الجهاتِ الأربَعا

قد عَلَّقوهُ على جدارِ قُلوبِهمْ

بل توَّجوهُ على الجِباهِ مُرَصَّعا

عَلِقوا بهِ

هاموا

و كانَ أنيسَهم

أبدى ابتسامتَهم

و سَلَّى المَدمَعا

كانوا الإخاءَ و ما اجتمعتَ بُقربِهِمْ

نسَبًا و لا صهرًا و أمًّا مُرضِعا

كانوا امتدادَ العمرِ،

كُلَّ قصيدةٍ،

وطنًا،

و حُبًّا لمْ يكُنْ مُتَصَنَّعا

ما ودَّعوكَ

– و أنتَ قُرَّةُ عينِهمْ –

أبدَ الزَّمانِ وما أراكَ مُودِّعا

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.