حركة طالبان

أكبر نفع في دينهم وحياتهم، لبعض من يسمون “مفكرين” من أهل الاعتدال، الذين ملؤوا الدين بزخارف الدنيا، وطووا نصوص الدين، كطي السجل للكتاب، لمواءمته مع دنياهم، لا مع الدنيا، أقول أكبر نفع لهم أن يقوموا بزيارة لهؤلاء الشباب البسطاء من مقاتلي طالبان، ويستشفوا منهم العمق المعرفي الديني الذي أوصلهم إلى مستوى السمو على زخارف قصر الجنرال الأوزبكي عبد الرشيد دستم، ومقتنياته الثمينة، وأثاثه الفخم، وموجوداته الفارهة، والتعامل معها بعلو عليها، واحتقار لها، كما لو أنهم في بيوتهم الطينية.
لعل هؤلاء المفكرين المعتدلين المساكين، والله إنهم مساكين، إذا ما جالسوا هؤلاء الشُّعْثَ الغُبْرَ، وجدوا حلولا لمشاكلهم النفسية التي تقودهم إلى التأنق في موضع الخشونة، والاستسلام قبل بدء المعركة، وحصر الإسلام في دائرة الحوار والتسامح.
هؤلاء الشعث الغبر متخففون من أعباء التفكير المتكلف، ومتحررون من سطوة الفكر المغموس بماء الدياثة، والحقيقة عندهم واضحة، والطريق أمامهم معبد.
الحقيقة منظر هؤلاء الشعث الغبر في قصر دستم ليس قضية شكلية أبدا، بل هو تجلٍّ صارخٌ لبساطة الدين وخلوه من تعقيدات المعقدين، ولوثات المفكرين الذين لم يقدموا للأمة، في قرن ونصف من الزمان، أكثر من تمتمات فكرية تخاطب الغرب “المتحضر” لتقنعه، جاثية عند أقدامه، أن الإسلام معتدل وقابل للحياة، وأن روح الإسلام تؤزنا على إدارة الخد الأيمن عند صفع الخد الأيسر.
هؤلاء الشعث الغبر، مثل أي شعث غبر في عالمنا الإسلامي الممتد في الزمان والمكان، ينبضون بروح هذا الدين، ويظهرون لنا كما ظهر ربعي بن عامر أمام وزير الفرس، بثوب شبه بال ومرقع يستر روحا تفيض بالثراء والغنى.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.