ادخلوا المواسم بأزواد متعددة..

فرب زاد تستقله، وفيه الخير كله…
ادخلوها باستعطاف والديكم أو من بقي من بعض ريحهم..
ادخلوها بالتماس الدعاء بظهر الغيب ممن تظنون بهم الخير..
ادخلوها بأعمال خفية..
ادخلوها بمعصية تهجرونها وكأنكم تقولون معها:
وعزتك وجلالك ما تركناها إلا ابتغاء وجهك فحرم على النار وجوهنا..
ادخلوها بشفقة على المسلمين يعلمها الله من قلوبكم..
ادخلوها بانكسارة يسمعها الله من أصواتكم ويراها من لمعان دموع أعينكم..
ادخلوها بالصدقات، ادخلوها بالتوبات والاستغفارات..
ادخلوها بالمصاحف لا تتركونها حتى تسقط من أياديكم، وبالقيام لا تتركونه حتى تتورم أرجلكم، ولسان حالكم قول القائل:
وعزتك وجلالك لا أعرف للراحة طعما حتى أذوق للقبول طعما.
ادخلوها بمعتكف صغير في بيوتكم أو كبير في مساجدكم،فالاعتكاف لزوم والتصاق بباب الملك، وحيثما شعر القلب بمعناه فليعتكف.
ادخلوها بقلوب غافرة عفوَّة، ترسل العفو للمخلوق لتستقبل عفو الخالق.
ادخلوها بهذا كله وغيره من جميل الأعمال والنيات، فالمواسم الجليلة تحتاج لقربات جليلة…
وموسمنا هذا ليس ككل المواسم..
رضي الله عن أنس بن مالك -رضي الله عنه عندما قال: “تَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى, فَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَيُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ”.
ورضي الله عن بعض أحبتنا الذين إذا دخلت المواسم غابوا عنا وحضروا عند ربهم، فلما كنا نسأل عنهم كانوا يقولون:
(لا ينبغي لعاقل أن يغيب وقت توزيع الرحمات، وغيابنا عنكم يُستَدرك لكن غيابنا عن باب الملك قد لا يُدرَك)
احملوا أزوادكم، وأنيخوا مطاياكم، وتخففوا من ضوضاء الدنيا حولكم… فأنتم مقبلون على أيام وليال لو كشف الله لكم حفلات توزيع جوائزه فيها لمُتُّم طربا للقبول أو حزنا للفوات.
خالد_حمدي

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.