البيوت مرادف السكينة..

“والله جعل لكم من بيوتكم سكنا” …الآية..
غير أنها منذ زمن يراد لها أن تكون مرادف الفوضى، والشجار،والخلاف على توافه الأمور قبل عظائمها..
والمعين الأول على السكينة البيتية، والعطاء الزواجي والأبوي هو الرجل… نَعم الرجل.
فالبيت رجل… يصلح كزوج فتصلح بصلاحه الزوجة، ويصلح كأب فيصلح بصلاحه الأولاد..
وكلما تشبث الرجل بمكانته وقوامته ودوره كلما حفظ الله البيت..
والعكس صحيح…
غير أنني لاحظت مؤخرا تراجع وتنازل لهذه القيمة،قيمة الرجولة…
أدت إلى تمدد دور المرأة على حساب دوره…
يحدث هذا بكثرة في شباب الجيل الجديد… إلا من رحم الله.
وهو ما أدى لظهور ما يعرف بمصطلح النسوية بكثرة..
وقد رأيت وأرى تنازلا عجيبا عن ثوابت لم يكن يستقيم البيت إلا بها…
بدءا من اشتراطات في الزواج لا يصح القبول بمثلها..
ومرورا بالاستسلام لإملاءات لا يقبلها كريم… نتج عنها انحدار رجولي رهيب في مجتمعاتنا المسلمة…
أنا شخصيا مر علي عشرات الشباب الذين علموا بعلاقات زوجاتهم بآخرين ولم يحركوا ساكنا…
ومر علي العشرات ممن يهانون من زوجاتهم كل يوم ورأس مالهم الخزي وطأطأة الرأس..
ومر علي مئات الساكتين عن موبقات في بيوتهم لأنهم لا طاقة لهم بصراخ الزوجات أو خصامهن…
ناهيك عما نراه كل يوم من مقاطع مصورة لشباب يقبلون أرجل زوجاتهم، أو وهم يَحْبون ويزحفون عند أقدامهن في حفلات الأعراس..
ولعمري كيف ينظر في وجهها وقد قبل أمام الناس قدميها من أول يوم..
والأسد لا يُستَنوق إلا إذا رضي!!
أفهم هذا في مجتمع الغرب المخنث الذي تذوب الفوارق فيه كثيرا بين الذكران والإناث، لكنني لا أفهمه في أمة محمد، محضن الرجولة، ومنبت المروءة.
والمرأة جبلها الله على أن ترتكن إلى رجل، يشعرها بالأنوثة، ويظللها بالقوامة التي لا تظلمها حقا، ولا تؤذي لها بدنا، ولا تجرح لها قلبا..
رضي الله عن أسماء بنت أبي بكر كانت تذكر زوجها الزبير بالخير رغم شدة غيرته، وقوة شخصيته، لأن قوته لها قبل ان تكون لنفسه ما دام يخشى الله..
الرجولة في خطر، والمياعة في ازدهار…
وقبل أن نبحث عن سبب انتشار ظاهرة المسترجلات، والنسويات، لا بد أن نصرخ في كثير من المائعين أن استرجلوا فالبيوت الناجحة لا تقودها امرأتان!!
وأنا هنا لا أنادي بالقسوة والغلظة من الرجال على النساء، إنما أناشد الرجال أن يملؤوا أعين نسائهم برجولتهم وشهامتهم حتى لا تزيغ…
ألا قاتل الله ذلك الجهد الذي بذل طوال نصف قرن من الأفلام والمسلسلات حتى أخرج لنا مائعين بمسمى متزوجين!!
وليت بناتنا وهن يخترن الأزواج ينتقين الرجال…
لأنه ما أقل الرجال وما أكثر الذكور!!
#خالد_حمدي

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.